
تصاعد القلق الإسرائيلي من احتمال أن يضغط الرّئيس الأميركي دونالد ترامب على إسرائيل للتّخلّي عن جبل الشّيخ الذي سيطرت عليه بعد سقوط النّظام السّابق. ذلك بُعيد استقبال الرّئيس السّوري في المرحلة الإنتقاليّة أحمد الشّرع في البيت الأبيض.
فبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ الجرّافات الإسرائيليّة تتقدّم على ارتفاع يصل إلى نحو 2800 متر نحو قمّة جبل الشّيخ داخل الأراضي السّورية، وتُجرى أعمال ترميم وتحصين في موقعين استعدادًا لفصل الشّتاء المقبل. ويذكر أنّ القوّات الإسرائيليّة كانت قد توغّلت في هذه المنطقة بعد إسقاط النّظام السّابق أواخر العام الماضي.
وعلى الرّغم من أنّ القيادة الإسرائيليّة لا تتعامل مع هذا الشّتاء على أنّه الأخير لقوّاتها في جبل الشّيخ، إلّا أنّ حسابات واشنطن ودمشق قد تتبدّل بعد اللّقاء الذّي جمع الشّرع وترامب هذا الأسبوع، وفق الصّحيفة نفسها.
كما تشير التّقارير إلى أنّ الاتّصالات الهادئة بين مقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومبعوثين عن الحكومة السّوريّة لم تُحقق حتى الآن أي تقدّم ملموس. هذه الاتّصالات تهدف إلى التّوصّل إلى اتّفاق وقف إطلاق نار جديد يحلّ مكان التّرتيبات التّي كانت قائمة منذ عام 1974 وحتى سقوط النّظام السّابق في 2024.
وعلى الرّغم من أنّ الاتّفاق المطروح لا يصل إلى حدّ التّطبيع أو معاهدة سلام، إلّا أنّه قد يحرج إسرائيل إذا قرّر ترامب فرضه على تل أبيب، على غرار ما حدث في وقف إطلاق النّار في غزة.
وقد حذّرت شخصيّات أمنية إسرائيليّة نتنياهو من التّخلّي عن قمّة جبل الشّيخ، لما تمثّله من موقع استراتيجي يتيح مراقبة واسعة للجولان السّوري وما تصفه إسرائيل بـ"مسارات تهريب السلاح" من سوريا إلى لبنان، وهي مسارات تقول إنها شهدت نشاطًا متزايدًا في الأشهر الماضية، بينما تعمل وحدات القيادة الشمالية على إحباط جزء منها.
هذا من ناحية جبل الشّيخ أمّا في الجولان السّوري، فيحتفظ الجيش الإسرائيلي بـ 8 مواقع متنقلة مجهّزة ببنية تحتية مطوّرة، موزعة على بضعة كيلومترات قرب الحدود، داخل مناطق مأهولة بنحو 70000 سوري معظمهم من قرى حوران.
تُبدي إسرائيل استعدادًا لبحث الانسحاب من داخل الأراضي السّورية ضمن اتّفاق جديد يضمن لها حرية التّحرك ضد ما تصفه بـ"التّهديدات النّاشئة"، وخصوصًا محاولات حزب الله وإيران تعزيز وجودهما في الجنوب السّوري، ايضًا بحسب الصّحيفة.
لكن القرار النهائي بشأن جبل الشيخ قد يتحدّد في واشنطن وأنقرة معًا، عقب لقاء ثلاثي مرتقب بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وسوريا في واشنطن.
وتتزايد المخاوف الإسرائيليّة من التّقارب بين ترامب والرّئيس التّركي رجب طيّب أردوغان، الذي يلعب دور الوسيط بين واشنطن والشّرع، في ظلّ خشية تل أبيب من احتمال تزويد أنقرة القوّات السّورية بمنظومات ثقيلة مثل بطّاريات الصّواريخ الرّوسية "إس-400"، الأمر الذّي سيقيّد حركة سلاح الجو الإسرائيلي في الشّمال، وفقًا لما ذكرته الصّحيفة.