كشف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية أنّ الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة غير مسبوقة في أوساط جنود الاحتياط، حيثُ أظهرت مؤشرات عزوفًا متزايدًا عن الاستجابة لاستدعاءات الخدمة العسكرية، ممّا يعوّق قدرة إسرائيل على استئناف القتال في غزة في حال انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة "حماس". وأشار المراسل العسكري، عاموس هرئيل، إلى أنّ بعض الوحدات شهدت غياب حوالي نصف الجنود عن الخدمة في الآونة الأخيرة، ما يعكس تراجعًا في الحماسة للحرب.
وتطرّق التقرير إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا جنود الاحتياط للاستعداد للعودة إلى الخدمة العسكرية، رغم أنّ ذلك يظهر انفصالًا بين القيادة السياسية والواقع الميداني، وفقًا للمحلل العسكري. كما أشار إلى أنّ انقسام في الحكومة الإسرائيلية بشأن المضي في العمليات العسكرية أو التفاوض مع "حماس".
ويواجه الجيش تحديات إضافية تتعلّق بتراجع معنويات الجنود وغياب الحماسة في صفوفهم، ممّا يعقد استعداداتهم لاستئناف القتال. كما أنّ ملف تجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) يشكّل أزمة أخرى، إذ لا يبدو أنّ هناك تغييرات ملموسة في عدد الحريديم الذين ينضمون للخدمة العسكرية، ما يثير غضبًا في المجتمع الإسرائيلي.
وأشار التقرير أيضًا إلى الضغوط الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة، التي تسعى للحفاظ على وقف إطلاق النار مع "حماس" من خلال قناة خلفية سرية للمفاوضات، في حين تواصل إسرائيل التحركّات العسكرية لمواجهة التهديدات.