وجّه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم السلام إلى الحاضرين في مراسم تشييع السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وقال الشيخ قاسم: "السلام عليكم أيها الحشد الكريم، السلام عليكم أيها المجتمعون في هذه المناسبة العظيمة، لتشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، السلام عليكم أيها الوفوج من كل أقطار العالم، السلام عليكم أيها الشعب اللبناني الأبي، بكل طوائفه وأحزابه وقواه، السلام على ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري بالأصالة والوكالة، والسلام على ممثل رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور محمد حيدر".
وأضاف: "أيها الشعب الأبي، أخاطبكم باسم أخي وحبيبي ومتقداي السيد حسن نصر الله السلام عليكم يا أشرف الناس يا أوفى يا أكرم يا من رفعتم رءوسنا عالياً، لتسمع كل الدنيا أنكم على العهد وأنكم مع نصر الله".
وتابع: "منهم من قضى نحبه ومنهم من انتظر وما بدولا تبديلا، نودع اليوم قائدا استثنائيا وطنيا عربيا اسلاميا، وهو مثل قبلة الأحرار في العالم، نودع اليوم سيدنا وحبيبنا، حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب افلقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين على الأرض، حبيب الفلسطينيين، نودع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله".
وأشار إلى أن "هذا السيد الذي بدأ تدينه منذ الطفولة، وهو مواليد ال 1960، وهذب إلى النجف الأشرف ليدرس في حوزتها، باشراف السيد محمد باقر الصدر، برعاية سماحة السيد عباس الموسوي، بقي سنتان، ثم جاء إلى بعلبك بسبب الظروف الموجودة في العراق مع أستاذه اسليع الموسوي، وعمل تحت لواء الامام المغيب السيد موسى الصدر، وعمل في كل الحقول الثقافية والاجتماعية، حتى عام 1982، حيث تأسس حزب الله، من البدايات هو شخص أساسي عامل في هذا الحزب، حتى تولى موقع رئيس المجلس التنفيذي. ومن ثم تولى الأمانة العامة، واستمر إلى يوم شهادته في 27 أ]لول عام 2024".
وشدد على أن "هذا السيد قاد المقاومة إلى الأمة، وقاد الأمة إلى المقاومة، فأصبحنا لا نكيز بين مقاومة وأمة، كلهم قلب واحد معه، يسعون ويحاولون العمل بما ينصح به، وهذا الرجل العظيم، ذاب في الاسلام وفي النبي محمد وف يالولاية، صادق وفي حنون متواضع صلب شجاع حكيم استراتيجي، وحبيب المقاومين، يثق بالناس ويؤوم بهم، أحب الناس وأحبه الناس، قائد العقول والقلوب".
وأكد أن "دائماً وجهته فلسطين والقدس، وجاهد لإحياء هذه القضية، وأصر على بقائه في غرفة مليات القماومة ليتابع مع المقاومين مجريات الحرب، واستشهد في موقع متقدم".
وأردف: "نفتقدك يا سيد، ويفتقد كل المحبين لكنك باق فينا، بمقاومتك وخط جهادك وفكرك، وأنت حي فينا، سنحفظ الأمانة ونسير على هذا الخط، ونحفظ وصيتك ووصية السيد عباس والسيد هاشم، أنت القائل “هذا الطريق سنكمله لو قتلنا جميعا، لو دمرت بيوتنا على رؤوسنا لن نتخلى عن خيار المقاومة".
وقال الشيخ قاسم: “يا سيدي من أحبب وذبت في الولاية طاعة لها، الإمام الخامنئي دتم ظله، قال لنا فقد حزب الله في لبنان قائدا قل نظيره، لكن بركات تدبيره وجهاده على مر الأعوام لن تنتهي أبدا، وأريد أن أبايع على هذا الخط، وجمهورك يريد أن يبايبع على هذا الخط، هل نقول قسما؟ أم يكفي أن نعلن العهد والبيعة، وتبين أنه ان أعلنا العهد والاستمرار عليه نستطيع أن نصل إلى مبتغانا “إنا على العهد يا نصر الله”.
وأضاف: “السيد هاشم صفي الدين، كان صفيا ومؤازراً، نتفقدك يا سيد علما لمسيرتنا، لكنك باق فينا بنهجك وعطاءاتك، واكب التأسيس سنة 1982، رغم ذهابه لدراسة الفقه، تولى قيادة الجنوب، ومن ثم دخل إل مجلس الشورى، وكان رئيساً للمجلس التنفيذي إلى أن استشهد بعد 6 أيام من تعيينه أمينا عاماً لحزب الله خلفا للشهيد السيد حسن نصر الله”.
وتابع: “عمل في خدمة الناس وفي الشق التربوي، وخدم المجاهدين، وكان عوناً للأمين العام السيد حسن نصر الله، ومن باب الوفاء، لا بد من أن أذكر بعض الأخوة من المسؤولين الذين استشهدوا في المقرّين، وكل التبريك للمحبين والمنتمين، للذين ينظرون الى فلسطين قبلة لهم”.
وشدد على أن “هذه السميرة هي سميرة كل الشهداء، وقوة وحياة، ولابد أن نحيي الجرحى، الذين هم شهداء أحياء، ونحيي الأسرى، ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة، وسنقوم بكل الإجراءات والضغوطات المناسبة للإفراج”.
وأردف: “أيها الحشد الكبير، السيد في قلوبكم وعقولكم، هذا الحشد الذي قل نظيره، هو تعبير عن الوفاء، أنتم الشعب الوفي، الشعب المعطاء، الشعب الذي يستمر”.
وقال الشيخ قاسم: “ماذا واجهنا؟لقد واجهنا معركة الإسناد، وهي جزء من ايماننا لتحرير فلسطين وخطط العدو الإسرائيلي لخوض حرب على لبنان، واجهنا الكيان الإسرائيلي، ومن ورائه الطاغوت الأكبر “أميركا” التي حشدت كل امكاناتها لتواجه محور المقاومة، الذي التف حول غزة وحول فلسطين”.
وأضاف: “حجم الإجرام غير مسبوق، وكل الهدف إلغاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن أيضاً حجم الصمود غير مسبوق، وحجم التضحيات غير مسبوق. وأضاف: "نحن أعدنا تنظيمنا، وصمد مقاتلونا عند الحدود، 75 ألف جندي صهيوني، لم يتمكنوا من التقدم باتجاه لبنان، كنا نسمع عيولهم عنما يقال حدث أمني صعب في الشمال، هذا بفضل تضحيات شبابنا، وصمود شعب المقاومة".
وإلى المقاومون، قال: “أنتم يا شعب المقاومة، تراب الأرض الراسخة، وعزيمة الحسين في ابقاء الراية الخفاقة، وموقف زينب يهز أركان الطغاة، أنتم شعب لا يهزم، سنقاومة معا ونبايع معها.. إنا على العهد يا نصر الله، تكاتف الشعب اللبناني وجمهور المقاومة كان نموذجاً، وهذا الحشد تعبيرا عن الوحدة الوطنية والانسانية حول الانسانية والحق”.
وتابع: "أين أصبحنا؟وافقنا على اتفاق وقف إطلاق النار، لأن ما يجري كان بدون أي أفق سياسي أو عسكري، كان نقطة قوة أن نوافق على القرار في هذا الوقت، لأنها لو طالت لشهر أو شهرين لن يتيغر شيء".
ولفت إلى أنهم الآن في مرحلة جديدة، و”هذه المرحلة تختلف، وتتطلب أن تتحمل الدولة مسؤولياتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يحقّق أهدافها التزمنا ولم تلتزم اسرائيل، صبرنا لاعطاء الفرصة وانسحاب اسرائيل بالدبلوماسية، واليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق، لم نعد أمام خروقات، أًبحنا أمام احتلال وعدوان اسرائيلي، مهما كانت المبررات، لا تستطيع اسرائيل أن تستمر باحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عددا وعتادا وشعبا، نحن نعلم أن النصر حتمي ولو تأخر لأن قلة التي تواجه”.
وأردف: “اسيتقظوا أيها النائمون، لقد أعطيتم المقاومة تجربة عظيمة في الوقوف بوجه الاسرائيلي، اسرائيل تظلم اميركا تظلم، والله يجيب “تلك القرى أهلكناها، ثالثا، محتارون بنا “المقاومة خلصت” لا يا حبيبي المقاومة ما خلصت، المقاومة ايمان وحق، لا يمكن لأحد أن ينتزع هذا الايمان أو يسلبنا هذا الحق، المقاومة حياة الشعوب الحرة، وتكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، ولا يثنيها من يعارضها، وتقتلع المحتل ولو بعد حين، ولا تهاب طواغيت العالم، والمقاومة ايمان أرسخ من الجحافل، وعز يهزم كل سافل.. موتوا بغظيكم المقاومة باقية ومستمرة”.
وأشار إلى أنها “لا تعني كل يوم رح نرد ونطلق النار، بخيارنا نطلق متى نرى مناسبا، ونصبر متى نرى مناسبا، ولن نقبل أن تتحكم أميركا في مصيرنا، وأميركا قالت لاسرائيل، لتوقف الحرب كونها لم تتمكن من التدقم، وأقنعتها أنها ستأخذ بالسياسة ما لم تأخذه بالحرب، فشرتو لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم، لأن المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، وأنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات، ولا تفسروا صبرنا وحكمتنا بالضعف. لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج”.
وأكد أنهم لن يقبلون أن ينكشفوا ليتحكم بهم العدو، وأنهم أبناء هيهات منا الذلة.
وقال: “لدعاة السيادة.. ماذا تفعلون الآن؟ ما عم نسمع كلمة ضد اسرائيل واميركا.. كيف تكون السيادة؟ والله لو اجتمع طواغيت العالم لاذلالنا، سنواجههم حتى النصر أو الشهادة، ألم يبهركم أننا خرجنا من تحت الأنقاض، واستعدنا المبادرة، واضطررنا اسرائيل أن تطلب وقف إطلاق النار؟
أن يذهب الجنوبيون إلى قراهم بصدور عارية، وتحرير أرضهم؟”.
وأضاف: “كنا جزءا لا يتجزأ نحن وحركة أمل في تركيبة البلد واستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تعاونا في تسهيل تشكيل الحكومة”.
وشدد على أنهم “أبناء الخميني والخامنئي وعباس الموسوي والامام الصدر والسيد حسن نصر الله… كل هذه السلسلة تعود إلى الأصل، إلى محمد وعلي والحسن والحسين وتمهد لظهور القائم”.
وأردف: “المقاومة موجودة، السلاح موجود، وهي خيارنا الإيماني والسياسي، ونمارس حقنا في المقاومة بحسب تقدرينا للمصلحة، وسنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسيا، نبني لاحقاً على النتائج، ونناقش مقدرة لبنان الدفاعية، ونقرر بناء على ذلك، ونقف إلى جانب فلسطين، ونرفض مشروع ترامب التهجيري”.
وأكد أنهم سيشاركون في “بناء الدولة العادلة، على قاعدة المساواه بين اللبنانيين وتحت سقف اتفاق الطائف ضمن 3 مبادئ أساسية: اخراج المحتل واعادة الأسرى، اعادة الإعمار، اقرار خطة الانفاق، ونحن حريصون على بناء الدولة والوحةدة الوطنية والسلم الأهلي، وبالنسبة لنا لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه، ونحن متحالفون مع أمل وهذا التحالف تعمد بالدم والتضحيات، لا تفكروا أن تلعبوا بيننا لأننا واحد في الخيارات والسياسة، ونؤمن بدور الجيش في الحفاظ على الأمن، وللرؤوس الحامية، في الداخل اللبناني لا يوجد رابح وخاسر، لأن النتائج كلها مرتبطة باسرائيل”.