كتب الصحافي أدهم مناصرة في "المدن": استعادت صفحات إخبارية إسرائيلية ومنشورات عبرية في مواقع التواصل، أرشيف الرئيس السابق للطائفة اليهودية في لبنان، شلومو مراد جاموس، كاشفة جزءًا من ملفه السري الذي بقي غامضًا لعقود طويلة، إذ اختفى في بيروت قبل 41 عامًا، ومازال مصيره مجهولًا حتى اللّحظة".
وذكر مناصرة أنّه: "وجاء استذكار جاموس، ونشر معلومات جديدة عنه، بمناسبة مطالبة وجهتها عائلته المقيمة في حيفا، للحكومة الإسرائيلية، باستعادة الأب من لبنان. وتضامن إسرائيليون مع المطالب بمشاركة دعوة العائلة في "فايسبوك" و"أكس"، تحت عنوان "أعيدوا أبانا من لبنان"، كما خصص موقع "حيفا" العبري زاوية للحديث عن جاموس، مع كشف معلومات إضافية عنه، إضافة إلى صورة قديمة له".
مضيفًا: "واللّافت أنّ المعلومات عن جاموس تبدو شحيحة جدًا، إذْ لم تنشر عنه الصحف ووسائل الإعلام الشهيرة في إسرائيل، باستثناء مواد نادرة جدًا، ويبدو أنّ الأمر متصل بحظر الرقابة الإسرائيلية النشر عنه على مدار عقود طويلة، نظرًا لمهمّته التي وصفت بالحساسة".
وبحسب الصحافي: "أوضح موقع "حيفا" العبري، أنّ جاموس، الذي عُرف بالرئيس السابق للطائفة اليهودية في لبنان، اختطف من مكتبه في بيروت في آب/أغسطس العام 1984، واختفى منذ ذلك الحين. وتطالب عائلته الحكومة الإسرائيلية، بإعادته، لأنّه ساعد إسرائيل طوال حياته، في عملية سرية طوال عقود من الزمن".
وبحسب المعلومات المتداولة، "يتحدر جاموس من مدينة حلب السورية العام 1932، التقى بزوجته ماري في بيروت وتزوجا العام 1975 وأنجبا ثلاثة أبناء، هم موشيه ومردخاي وشالوم. وإلى جانب عمله كتاجر منسوجات وعقارات، وكرئيس للجالية اليهودية، ساعد جاموس في جلب اليهود إلى إسرائيل من لبنان وسوريا.
وبدت عائلة جاموس أكثر استعدادًا، بعد سنوات طويلة، لكشف بعض التفاصيل المسموح بها أمنيًا، عن أبيهم المختفي، وقالت أنّه كان جزءًا من جهاز المخابرات الإسرائيلي الذي نشط في لبنان خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وساعد اليهود وإسرائيل بشكل كبير في مهام استخباراتية مختلفة، لم تُعلن تفاصيلها بعد".
وفي تفاصيل جديدة كُشف عنها، "استضاف جاموس في منزله بلبنان ضباط مخابرات وأعضاء رفيعي المستوى في الموساد الإسرائيلي، واعتقله جهاز الأمن اللّبناني للمرّة الأولى العام 1978، وتعرّض للتعذيب في السجن، ومن ثمّ أُطلق سراحه، حسبما نشر موقع حيفا العبري. ومن ثمّ اعتقله الأمن اللّبناني مرة أخرى، بعد بضعة أسابيع في ذلك الوقت، ليطلق سراحه مقابل كفالة دفعتها عائلة جاموس للدولة اللّبنانية".
كما ذكر الصحافي في موقع "المدن": "لكن جاموس تعرّض لحادثة ما زال الكثير من تفاصيلها مجهولًا، عند اختطافه صيف العام 1984 من مكتبه الذي احترق في بيروت، وكُتب على جداره ابن يهودي، بناءً على سردية عائلة جاموس والتسريبات الأمنية الإسرائيلية. وبذلت عائلته جهودًا من داخل لبنان، لاستعادته منذ لحظة اختفائه، وعلى مدار 5 سنوات، قبل أن تهرب إلى إسرائيل خوفًا على حياتها، فيما أخفقت في الوصول إلى أي معلومات عن شلومو".
وفي تقرير نشره موقع "المدن" للكاتب أدهم مناصرة، أشار إلى أنّ "أجهزة الأمن الإسرائيلية حاولت على مدار أربعة عقود الكشف عن مصير العميل الإسرائيلي جاموس، الذي اختفى في ظروف غامضة أثناء تنفيذه مهمة استخباراتية في لبنان. ورغم حساسية قضيته، بقيت التحقيقات الإسرائيلية تجري بهدوء، فيما زعمت مصادر قريبة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنّه تمّ اختطافه من قبل أعضاء في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" في لبنان، قبل أن يُقتل وهو في الثانية والخمسين من عمره. ومع ذلك، بقيت المعلومات المتاحة حول مصيره طي الكتمان".
بحسب الكاتب: "ورغم عدم التأكد من صحة فرضية مقتله، فإن فرص بقائه على قيد الحياة تبدو شبه معدومة، إذ إنّه لو كان لا يزال حيًا، لبلغ عمره اليوم 93 عامًا. وترى عائلته أنّ "حزب الله" يمتلك معلومات عن مكانه، سواء كان حيًا أو مجرد رفاته، مطالبةً حكومة نتنياهو بإدراجه في أي صفقة تبادل محتملة مع لبنان، لاسيّما في ظل الحديث عن صفقات تبادل أسرى بين إسرائيل و"حزب الله" بعد الحرب الأخيرة في جنوب لبنان. وتشبه العائلة قضية جاموس بتجربة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدمته السلطات السورية في ستينيات القرن الماضي. لكن اللّافت أنّ عملية البحث عن جاموس ظلت أكثر سرية مقارنةً بكوهين، حيثُ لم يتناول الإعلام العبري قضيته لسنوات طويلة، إلى أنّ قرّرت عائلته مؤخرًا الخروج إلى العلن والمطالبة بإعادته".
وبحسب تقرير المدن: "فإنّ تحرك العائلة جاء لسببين رئيسيين؛ الأول هو استغلال الأجواء الحالية المتعلّقة بصفقات تبادل الأسرى والجثامين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية و"حزب الله"، أمّا السبب الثاني فهو أنّ الوقت أصبح مناسبًا لكشف جانب من سيرته الأمنية، لكن ضمن حدود المعلومات التي تسمح بها الرقابة العسكرية الإسرائيلية".
في الأيام الأخيرة، رصدت "المدن" بحسب الكتب أنّ "منشورات إسرائيلية عبر موقع فايسبوك، تتحدّث عن جاموس، حيثُ ظهر في صورة تحت عنوان "الرجل في لبنان"، بينما دعت أخرى إلى استعادته. كما انتشرت تغريدات عبر منصة "أكس" تصفه بأنّه "رمز التضحية والسرية"، مشبهةً قضيته بقضية الطيار الإسرائيلي، رون أراد، الذي فُقد في لبنان أيضًا، وسط غموض حول مصيره. وتؤكّد هذه المنشورات أنّ جاموس يظل من أكثر الشخصيات المرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية غموضًا، إذ تبقى تفاصيل مهماته واختفائه محاطة بسرية تامة رغم مرور عقود على فقدانه".