logo
logo
logo

الأخبار

هل سنرى استقالة نواف سلام بدلًا من ولادة الحكومة؟

هل سنرى استقالة نواف سلام بدلًا من ولادة الحكومة؟

جان ماري توما-


أصبحت الأصوات المنتقدة لعمل رئيس الحكومة المكلّف، نواف سلام، كثيرة، وموجة الهجمات على مساره ارتفعت.

فكيف لمرشّح اجتمع في ليلةٍ وضحاها الجميع حول اسمه كونه خارج مستنقع الأحزاب وبعيد عن هيمنة الثنائي، أن يتحوّل بليلة وضحاها أيضًا إلى رئيس مكلّف "إستنسابي" و"مستمع جيّد للثنائي"؟

 

القوات غير راضيين

اليوم أعلن النائب غياث يزبك، أنّ حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلقّ التّوضيحات التي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته.


أمّا منذ يومين، عبّر نائب رئيس القوّات اللّبنانيّة، جورج عدوان، عبر شاشة "الجديد"، عن عدم الارتياح لمسار تكليف الحكومة واتّهم  الرئيس سلام بأنّه يستمع للثنائي أكثر من الاستماع لغيره، كما أنّ القوّات تريد من الرئيس المكلّف توضيحًا للمعايير المعتمدة في تشكيل الحكومة. وتابع عدوان "اللّبنانيّون انتظروا الشفافيّة بالعهد الجديد وإذ بهم تفاجأوا بالغموض في ملف تشكيل الحكومة".

 

امتعاض سنّي
صرّح النائب نبيل بدر: "رأينا استنسابية بتعاطي الرئيس المكلف ومتل ما الشيعة أخدوا اللي بدهن ياه السنة بدهم كمان ياخدوا اللي بدهن ياه". وتابع: "على الرئيس نواف سلام أن يتمتّع بالواقعيّة السياسيّة وعليه أن يبني حكومة بناء على من سماه ويجب تصحيح المسار مع القوى".
 

يبدو أنّ أطراف كثيرة كانت تتوقّع سيناريو مختلف مع وصول نواف سلام إلى رئاسة الحكومة، وخصوصًا بعد حربٍ دامية أنهكت الثنائي الشّيعي وخصوصًا حزب الله. 
يبدو أنّ السيناريو المتوقّع يتلخّص بظهور الثنائي بمظهر الضعيف سياسيًّا جالسًا "على جنب" قابلًا بأي حقيبة تُعطى له، من نواف سلام، الذي هو معروف تبعًا لمناصبه السابقة أنّ علاقته قويّة مع الولايات المتّحدة وليس له صلة بمحور الممانعة.

لا يمكن إنكار أنّ خبرة نواف سلام تشهد على نزاهته وذكائه، ولكنّه عند البعض تحوّل بلحظة من "منقذ" إلى صديق الثنائي.


الحقيقة المرّة: الأغلبية تريد فشل نواف سلام!

مثلما الثنائي الشيعي لم يكن يريد وصول نواف سلام إلى سدّة رئاسة الحكومة، فأيضًا من أعطاه صوته "فجأةً"، يريد اليوم فشله.
ربّما الخطّة أن نعود إلى دوامة الأسماء السنيّة التقليديّة إمّا عودة ميقاتي فيرتاح الثنائي وإمّا مجيء أشرف ريفي، الذي ضمنيًّا وقلبيًّا أرادته القوات اللّبنانيّة.

بين القوات ونشوتهم السياسيّة في الفترة الحاليّة وحلم أكبر عدد من الحقائب السياديّة،  وبين الثنائي المتمسّك بالماليّة عبر استراتجيات ملغومة، هناك خطر على الأمل الوحيد الحالي: نواف سلام!