فوجئ مستهلكو التبغ بارتفاع ملحوظ في أسعار علب السجائر والمعسّل على اختلاف أصنافها بين 70 ألف ليرة و100 ألف للكروز الواحد، وبين 5 آلاف ليرة و10 آلاف للعلبة الواحدة من سجائر التدخين أو المعسّل.
الارتفاع ليس الأول من نوعه، إذ سجّلت أسعار الدخان سلسلة زيادات منذ اندلاع الأزمة النقدية والمصرفية عام 2019، بعد إجراءات فرضتها إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي).
ووفقًا لمصادر الإدارة، شمل الارتفاع الأخير زيادة في سعر كلّ صندوق سجائر بمقدار 25 دولارًا، أمّا أسعار المعسّل فقد سجّلت زيادة أقل نسبيًا بلغت 10 دولارات على الصندوق بسبب تأثير التهريب على تقليل هوامش الزيادة المتاحة. وبررت إدارة "الريجي" هذا الارتفاع بعاملين أساسيين:
- الأوّل، ارتفاع كلفة المواد الأولية، بدءًا من أوراق التبغ التي تمرّ بعدة مراحل من المعالجة والتخمير قبل دخولها عملية التصنيع، إلى الفلاتر المستوردة التي تأثرت بتقلبات الأسعار العالمية. كما تأثرت أسعار ورق السجائر بارتفاع أكلاف الشحن وأسعار المواد الخام مثل الخشب. كذلك، شهدت مواد التغليف، كالألومنيوم، زيادات كبيرة نتيجة اضطرابات سلاسل التوريد وزيادة الطلب على المعادن. أمّا الغراء والنكهات المستوردة، فتأثرت أيضًا بارتفاع نفقات الشحن والنقل.
- الثاني، يتعلّق بالتزامات "الريجي" تجاه الدولة اللّبنانية، حيثُ تسعى الإدارة إلى الحفاظ على هامش الربح الذي كان قائمًا قبل الأزمة، في محاولة لموازنة التزاماتها المالية.
وأوضحت مصادر "الريجي" أنّ توقيت هذا الارتفاع يرتبط بالعروض الأخيرة لشراء التبغ، التي أظهرت زيادة بنسبة 30% في الأسعار، ما دفع "الريجي" إلى اتخاذ خطوة استباقية برفع الأسعار لتجنّب تآكل الهامش التجاري. الزيادة لم تقتصر على السجائر المحلية فقط، بل طاولت أيضًا السجائر المستوردة التي تُعبّأ في لبنان، وليس فقط علامة "سيدرز"، وذلك بسبب ارتفاع نفقات النقل البحري وتضاعف كلفة الشحن عبر البحر الأحمر بين مرتين وثلاث مرات. ورغم هذه الزيادات، بقي سعر السيغار المستورد ثابتًا ولم يشمله أي ارتفاع.