شنّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، هجمات جويّة وصاروخية استهدفت منشآت نووّية ومواقع عسكريّة بالغة الحساسيّة داخل إيران، في ما وصفته تل أبيب بـ"عملية استباقية" لمنع إيران من الوصول إلى مرحلة إنتاج سلاح نووي. وقد خلّف الهجوم نتائج مزلزلة، سياسيًّا وأمنيًّا، على رأسها مقتل القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ومستشار المرشد الأعلى الجنرال علي شمخاني، إضافة إلى اغتيال عدد من كبار علماء الذرة الإيرانيين.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الضربات استهدفت ما لا يقل عن عشرة علماء ذرة، إلى جانب مراكز تخصيب اليورانيوم في العاصمة طهران وأصفهان.
وفي أول ردّ على هذا التصعيد، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا جديدًا للحرس الثوري خلفًا للواء سلامي، وتوعد إسرائيل بـ"عقاب قاسٍ". وقال: "إسرائيل كتبت مصيرًا مريرًا لنفسها بهذا الهجوم، واليد القوية لقواتنا المسلحة لن تتركها تفلت من العقاب".
وأشار خامنئي إلى أن الهجمات كشفت عن "الطبيعة الدنيئة" لإسرائيل، مؤكّدًا أن قادة وعلماء بارزين قد سقطوا شهداء في الضربات.
وفي تصعيد إضافي، أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل ردًا على الهجوم، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوية تتعامل مع الموقف حاليًا.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإيراني، أبو الفضل شكارجي، إن "العدو الصهيوني، وبدعم من الولايات المتحدة، نفذ عدوانًا غادرًا استهدف حتى مناطق سكنية"، مضيفًا أن الرد الإيراني سيكون "حازمًا وقاسيًا"، مؤكداً أن "الرد قادم لا محالة".
وأكّد مصدر أمني إيراني لوكالة "رويترز" أن طهران تخطط لـ"رد موجع"، مشيرًا إلى أن النقاش حول طبيعة الرد وتوقيته جارٍ على أعلى المستويات القيادية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر الأميركي الإيراني، خاصة بعد انهيار مسار التفاوض بشأن الملف النووي. وكانت واشنطن قد حذّرت مرارًا من تسارع طهران في تخصيب اليورانيوم، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" عن قلقه من تطور قدرات إيران النووية، مؤكّدًا أنه "لا يمكن السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية"، لكنه أبدى في الوقت نفسه أملًا في العودة إلى طاولة المفاوضات.