
في جولة رسمية تهدف إلى متابعة تنفيذ خطة وقف الأعمال العدائية وتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، زارت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الرؤساء الثلاثة، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت كيث هانيغان وعدد من المستشارين الدبلوماسيين.
تركزت الاجتماعات على تثبيت وقف الأعمال العدائية في الجنوب اللبناني، تفعيل آليات لجنة "الميكانيزم"، دعم الجيش اللبناني في فرض الاستقرار، وتمكين الدولة من حصر السلاح بيدها، إضافة إلى استعراض الخطوات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري
استهلت الجولة بلقاء الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور كيث هانيغان والمستشار الإعلامي علي حمدان.
خلال اللقاء، نقلت أورتاغوس ما يُشاع عن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان، مؤكدة أنّ الإدارة الأميركية لم تتأكد بعد من صحة هذه المعلومات ولم تتبنَّ الرواية الإسرائيلية، لكنها أبلغت بري المخاوف في حال ثبوت أي نشاط مماثل.
كما طرحت أورتاغوس أمام بري خيارين للتعامل مع الوضع:
-التفاوض المباشر مع إسرائيل.
-التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم، مع احتمال توسيع اللجنة لتشمل مدنيين، وقد يكون هذا هو المخرج الجاري العمل عليه حاليًا.
وتناول اللقاء كذلك الأوضاع العامة والتطورات الميدانية المتعلقة بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، إضافة إلى عمل اللجنة الفنية الخماسية لمراقبة وقف النار ("الميكانيزم") وتفعيل دورها.
وأكد بري على أهمية الدعم الدولي للجيش اللبناني لتعزيز قدرته على تثبيت الاستقرار في الجنوب، بما يحدّ من الخروقات ويحمي المدنيين ويتيح للسلطات اللبنانية تنفيذ مهامها بفعالية.
زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون
توجهت أورتاغوس بعد ذلك إلى قصر بعبدا حيث استقبلها الرئيس جوزاف عون، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية كيث هانيغان والمستشار السياسي ماثيو توتيلو.
تركز النقاش على الأوضاع العامة والخطوات المطلوبة لإعادة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الجنوب، وشدّد الرئيس عون على ضرورة:
-تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ("الميكانيزم") لضمان وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
-تمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية.
-دعم المواطنين الجنوبيين في العودة إلى منازلهم وترميم المناطق المتضررة.
وأفادت مصادر إعلامية أن أورتاغوس أبلغت الرئيس عون بأن واشنطن راضية عن تنفيذ الجيش لخطة حصر السلاح، ما يعكس استمرار التنسيق بين الجانبين لتعزيز الاستقرار.
زيارة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام
اختتمت الجولة بلقاء الرئيس نواف سلام في السراي، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية كيث هانيغان.
تركز اللقاء على عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ودورها في تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وشدّد الرئيس سلام على أن أي مفاوضات يجب أن تهدف إلى تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
كما أكّد على أهمية تطبيق قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، إضافة إلى مؤتمر دولي لتعافي الجنوب وإعادة إعمار المناطق المتضررة.