في ظل الضّغوط الحياتية اليومية الّتي يواجهها الكثيرون، أصبح من الشّائع أن نسمع عن "الأكل العاطفي" كوسيلة للتخفيف من التوتّر وتحسين المزاج. الأكل لا يقتصر فقط على إشباع الحاجات الجسديّة؛ بل يمتد ليكون أحيانًا علاجًا نفسيًا للقلق والاكتئاب والحزن. فما الذي يجعل الطعام أداة فعّالة في تعديل المزاج؟ وما هي التحديات التي يواجهها الإنسان في هذا الإطار؟
تأثير الطعام على الدّماغ
الأطعمة الّتي تحتوي على السكريات والدهون تعزّز إفراز هرمونات السعادة في الدّماغ مثل السيروتونين والدوبامين، ممّا يخلق إحساسًا بالراحة والبهجة. الشوكولاتة، على سبيل المثال، تعد من أبرز هذه الأطعمة التي يلجأ إليها الأفراد في لحظات التوتر والضغط النّفسي. ولقد أظهرت دراسات علمية أن تناول بعض الأطعمة قد يسهم بالفعل في تحسين الحالة المزاجية بشكل موقّت، وذلك بسبب تأثيرها الكيميائي المباشر على الدّماغ.
الأكل العاطفي: نعمة أم نقمة؟
رغم أنَّ الأكل قد يبدو حلًا سريعًا للتعامل مع المشاعر السلبية، إلا أن الاعتماد عليه كوسيلة أساسية لتحسين المزاج يحمل بعض المخاطر. التحول إلى الطعام في كلِّ مرّة نشعر فيها بالتوتر يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في الأكل، وبالتالي اكتساب وزن غير صحي وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض مثل السّكري وأمراض القلب.
حلول بديلة: الطعام الصّحي والمزاج
في مقابل الأطعمة المليئة بالسّكريات والدهون، هناك خيارات غذائية صحية تساعد أيضًا في تحسين المزاج، مثل الفواكه والمكسرات والشوكولاتة الداكنة. هذه الأطعمة لا تحتوي فقط على عناصر غذائية مفيدة للجسم، بل تسهم في تعزيز الصحة النفسيّة بشكل آمن ومستدام.
إذاً، إنَّ دور الأكل في تحسين الحالة النفسية لا يمكن تجاهله، ولكنه ليس الحل الدائم لكل مشاكلنا العاطفيّة. الحل الأمثل يكمن في تحقيق التوازن بين تناول الأطعمة المريحة والصحية معًا، والبحث عن وسائل أخرى للتعامل مع الضغوط النفسية مثل الرياضة والاسترخاء.