تجدّدت الأزمة حول مسلسل "رفيق"، الذي يتناول سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد إعلان محطة MTV اللّبنانية تأجيل عرضه استجابةً لطلب قانوني تقدّمت به السيدة نازك الحريري، أرملة الرئيس الراحل، لمنع بثّ العمل، رغم مرور عشر سنوات على إنجازه.
وكانت MTV قد باشرت أخيرًا الترويج لعرض المسلسل وحددت موعد انطلاقه مساء الأحد، إلا أن قرارًا قضائيًا صدر لاحقًا بطلب من السيدة الحريري حال دون عرضه، ما دفع المحطة إلى إصدار بيان شديد اللهجة أعربت فيه عن أسفها واستغرابها من استمرار المنع دون تقديم مبررات قانونية واضحة. ورأت المحطة أن القرار "يسيء قبل أيّ شيء إلى الرئيس الشهيد نفسه"، ويمنع شريحة واسعة من اللبنانيين من الاطلاع على سيرة رجلٍ لطالما ارتبط اسمه بمشاريع وطنية وإنجازات اقتصادية، معتبرة أن شركة الإنتاج NMPRO التزمت في العمل بنقل محطات حياته المهنية والسياسية بدقّة، استنادًا إلى روايات مقرّبين منه، وقدّمتها في قالب درامي يحترم شخصيته ومكانته الوطنية.
ودعت MTV السيدة نازك الحريري إلى إعادة النظر في قرارها الذي تمسّكت به منذ أكثر من عقد، دون أن تشاهد العمل، مؤكدةً أنّ سيرة رفيق الحريري لا تقتصر على أفراد عائلته، بل تُعتبر جزءًا من الذاكرة الوطنية للبنانيين جميعًا، ومن حقهم الاطلاع عليها ومشاهدتها. وأكّدت المحطة أنّها، إلى جانب الشركة المنتجة، ستواصلان اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية حقوقهما المادية والمعنويّة، في إطار احترام القرارات القضائية القائمة بانتظار أي تطوّر قانوني جديد في القضية.
وفي تعليق له، أوضح المنتج والمخرج نديم مهنا أن ما حصل هو تأجيل للعرض لمدة ثلاثة أشهر، استجابةً لطلب رسمي تقدّمت به السيدة نازك الحريري، دون أن تقدم أي أسباب قانونية واضحة تبرّر طلبها. وأشار إلى أن الموقف لا يعكس رأي عائلة الرئيس الشهيد ككل، بل هو موقف شخصي من السيدة نازك وحدها.
المسلسل، الذي كتبه شكري أنيس فاخوري وأخرجه وأنتجه نديم مهنا، تلعب بطولته الإعلامية ديانا فاخوري في دور نازك الحريري، والممثل علاء علاء الدين في دور رفيق الحريري، ويتناول سيرة حياة الرئيس الشهيد منذ طفولته في مدينة صيدا، مرورًا بمحطات حياته المهنية في السعودية، وعودته إلى لبنان للعمل في الشأن العام، حتى لحظة اغتياله في 14 شباط 2005، دون الغوص في خلفيات الجريمة احترامًا لمسار المحكمة الدولية.
ويتميّز العمل بأنه يركّز على الإنجازات الاقتصادية والوطنية، متجنبًا التطرق إلى ملفات خلافية أو جدلية، ما يجعله أقرب إلى سيرة درامية توثيقية. ورغم إنجازه منذ عام 2015، ظلّ المسلسل ممنوعًا من العرض بسبب الاعتراض المستمر من السيدة نازك الحريري، الذي تجدّد مع اقتراب بثه مجددًا على شاشة MTV.
