يُعتبر الحلم الواضح، الذي يدرك فيه الشخص أنّه في حلم ويستطيع التّحكم فيه، من الظّواهر التي تثير اهتمامًا متزايدًا بين العلماء في مجال النّوم.
وبحسب موقع "وومنز هيلث ماغ" الطبي، أظهرت دراسة أُجريت في عام 2017 أن أكثر من 50% من الأشخاص قد مروا بتجربة حلم واضح مرة واحدة على الأقل، في حين يختبر 20% من الأفراد هذه الأحلام بشكل شهري، مع تزايد احتمال حدوثها بين المراهقين والشباب.
ويختلف الحلم الواضح عن الأحلام العادية بوجود الوعي الإدراكي، حيث يمكن للشخص أن يدرك أنه في حلم ويتفاعل معه بوعي.
ويحدث هذا النوع من الأحلام خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي يكون فيها الدماغ في حالة نشاط، بينما تظل عضلات الجسم مسترخية.
وفي هذه المرحلة، يعتقد الخبراء أن الدماغ يقوم بتنشيط مناطق مرتبطة بالإدراك والتحكم، مما يتيح للشخص القدرة على تغيير محتوى الحلم.
ويحمل الحلم الواضح العديد من الفوائد، حيث يمكن أن يكون وسيلة للاستمتاع بتجارب خيالية مثيرة. كما يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس، خصوصًا من يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو القلق، حيث يمكنهم تغيير مجرى الحلم وتحويله إلى تجربة أقل إزعاجًا. إضافة إلى ذلك، يعتبر الحلم الواضح وسيلة لتعزيز الإبداع، حيث يُمكن أن يساهم في استكشاف الأفكار وحل المشكلات بشكل مبتكر.
لتعزيز فرص تجربة الحلم الواضح، يوصي الخبراء باتباع بعض الأساليب المعروفة.
أولًا، من الضروري تنظيم روتين النوم والالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، مما يساعد على تحسين جودة النوم وزيادة فرص حدوث الأحلام الواضحة.
ثانيًا، يُنصح بتدوين الأحلام فور الاستيقاظ، حيث تساهم هذه العادة في تعزيز الوعي بالحالة الحلمية.
كما توجد تقنيات أخرى مثل التحفيز الذهني، التي تتضمن تكرار عبارات مثل "سأتذكر أنني أحلم" قبل النوم، مما يساعد على تحفيز الوعي بالحلم. ويُمكن أيضا التحفيز الحسي، من خلال التركيز على المؤثرات الحسية مثل ما يراه الشخص أو يسمعه قبل النوم، ليتمكن الدماغ من الاستعداد لدخول مرحلة الحلم الواضح.
ورغم فوائده، يحذر الخبراء من أن الحلم الواضح قد لا يكون مناسبًا للجميع، فقد يواجه بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو قلق مزمن صعوبة في التمييز بين الواقع والحلم، ما قد يؤثر سلبًا على جودة نومهم. لذلك، يُنصح بممارسة الحلم الواضح بحذر وبطريقة مدروسة.
ويمثل الحلم الواضح ظاهرة مثيرة تقدم العديد من الفوائد الترفيهية والعلاجية. ومع بعض التقنيات البسيطة، يمكن للعديد من الأفراد تعلم كيفية التحكم في أحلامهم، مما يفتح أمامهم آفاقًا جديدة من الاستمتاع والإبداع وحل المشكلات.
