جان ماري توما-
تتّجه الأعين على بيروت نهاية هذا الأسبوع، فإمّا ستمضي العاصمة بالعرف المتّفق عليه لتتأمّن المناصفة بين المسلمين والمسيحيّين، إمّا ستعلو عمليّة التشطيب وتصبح المناصفة بخطر، خصوصًا مع عدم خوض المعركة الانتخابيّة البلديّة من قبل تيار المستقبل، الذي كان يعمل على تأمين المناصفة عبر حثّ جمهوره على تنزيل الورقة "زي ما هيّ".
مع العلم أنّ ما هو أهمّ من المناصفة البرنامج كما التناغم بين الأعضاء من أجل عيش ستّ سنوات مقبلة بكرامة وإنماء في بيروت عاصمة كل اللبنانيّين.
تُعتبر انتخابات بيروت الأهمّ لأنّها لا تعني البيروتيّين فقط، بل تعني كل لبناني، بسبب اللجوء إليها لعدّة أسباب.
لمحة عن الأرقام الانتخابيّة في بيروت:
تضمّ بيروت 515000 ناخب، يتوزّعون على الشّكل التالي:
-مسلمون: 66%
-مسيحيّون: 33%
-يهود: 1%
أمّا بالنسبة للمجلس البلدي فهو يتألّف من 24 عضوًا. وكما نعلم القانون الانتخابي البلدي لا يحدّد التوزيع الطائفي للأعضاء، ولكن مثلما ذكرنا سابقًا، هناك عُرف اتُفِق عليه منذ عقود ويقضي بتوزيع المجلس البلدي بين 50% مسلمين و50% مسيحيّين.
على الرّغم، من أنّ أغلبيّة الفعاليّات الإسلاميّة والمسيحيّة عبّروا عن تمسّكهم بالمناصفة إلّا أنّ هناك بعض الأصوات المسلمة المعارضة لها.
اللّوائح والتحالفات:
خمس لوائح تقدّمت إلى المعركة الانتخابيّة والصّدمة تأتي مع التحالفات.
-لائحة "بيروت بتجمعنا": على الرغم من الخلاف الجوهري السياسي، الاستراتيجي إضافةً إلى التصريحات الممزوجة بالحقد والتعصّب، فجأةً وجدت الأحزاب بالانتخابات البلديّة ساحةً للتحالف.
في لائحة واحدة نجد: حزب الله، حركة أمل، القوات اللّبنانيّة، الكتائب اللّبنانيّة، التيار الوطني الحرّ والأحباش.
بالنسبة لرئيس اللائحة فهو ابن خالة النائب فؤاد المخزومي المناهض لحزب الله ولكن المتحالف معه في هذه اللائحة. إذًا المخزومي وَرِثَ ما كان يفعله المستقبل سابقًا وهو ضمّ كل الأحزاب في لائحة واحدة لضمانات مختلفة.
وبعض المرشّحين في هذه اللائحة هم أعضاء سابقين مثل: إيلي أندريا وراغب حدّاد، وتتحدّث بعض التقارير الصحفيّة عن إدانتهما من قبل ديوان المحاسبة بشبهات مرتبطة بصيانة وتأهيل جسر سليم سلام.
-لائحة "بيروت مدينتي 2025": تضمّ قوى تغييريّة، تعيد تجربة عام 2016 بالاسم نفسه، وهي تحاول إكمال ما حقّقته رغم الخسارة عام 2016.
فرغم فوز "لائحة البيارتة"، عام 2016، (المدعومة من تيار المستقبل في وقتها والقوى السياسيّة)، إلا أنّ الأداء القوي لـ"بيروت مدينتي" شكّل مفاجأة، خاصةً في الأحياء ذات الأغلبية المسيحيّة وبعض المناطق السنيّة، مما أظهر تحوّلًا جزئيًا في المزاج الشعبي نحو خيارات غير حزبيّة. فهي نالت 40% من الأصوات ولكن لم تستطع الوصول إلى المقاعد.
تقدّم اليوم هذه اللائحة، أسماء متخصّصة وبرنامج تنموي.
-لائحة "بيروت بتحبك": تضمّ تحالف الجماعة الإسلاميّة مع النائب نبيل بدر، عضو كتلة "لبنان الجديد"، ويرأسها العميد محمود الجمل.
-لائحة "ولاد البلد": يٌقال أنّها مدعومة من الرئيس السابق فؤاد السنيورة، وتترأسها رولا العجوز التي هي عضو سابق في المجلس البلدي البيروتي.
-لائحة "حركة مواطنون ومواطنات في بيروت عاصمة لدولة"، والتي هي تجربة جديدة لشربل نحاس في المعارك الانتخابيّة.
المخاتير:
تضمّ عاصمة بيروت عدد كبير من المخاتير 107 مختار، في 12 دائرة. منهم من ترشّح بلائحة فرديّة وآخرون ضمن تحالف مع بعضهم البعض، للحصول على أصوات أكثر أو يسعَون إلى دعم سياسي، إليكم الأجواء العامة بهذا الخصوص:
على عكس الانتخابات البلديّة، تدخّل تيار المستقبل في "المخترة"، فسَعِيَ إلى لوائح إئتلافيّة مع الأحباش بما يخصّ المخاتير.
أمّا الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله فاتّفقا على المخاتير الشيعة.
ليبقى التنافس الأكبر بين المسيحيّين على المقاعد الاختياريّة، والتنافس ضمن إئتلافات أو بانفراد.
إذًا، هذه هي الانتخابات البلديّة والاختياريّة في بيروت لعام 2025، تحالفات مفاجئة بعد تشنّجات موجعة في البلد في وجه لائحة ترفع راية التغيير وأخرى تريد قطف غياب تيار المستقبل على أمل تقوية الوجود السياسي. الكلّ يحمل شعار الإنماء ولكن من هم التغييريّين الفعلييّن؟ الخيار لكم يوم الأحد المقبل!
