logo
logo
logo

الأخبار

المجازر في سوريا.. الإعلام يطمس الحقائق ويشوّه الوقائع!

المجازر في سوريا.. الإعلام يطمس الحقائق ويشوّه الوقائع!

كتبت إليانا ساسين: 

كما تمّ التلاعب بتغطية الحرب الّتي مرّ بها لبنان، نشهد نفس الظاهرة في العديد من الوسائل الإعلاميّة الّتي تدعي الحيادية، لكنّها في الواقع تروج لأجنداتها الخاصة. ففي لبنان، كانت هذه الوسائل تركز على تحميل "حزب الله" المسؤولية الأكبر، وتوجيه الأنظار نحو هذا الطرف اللّبنانيّ، متجاهلة الانتهاكات والمجازر الّتي ارتكبها العدوّ الإسرائيليّ. والأمر لم يتوقف عند ذلك، بل تمّ التقليل من قيمة الشّهداء من خلال تسميتهم "قتلى"، أيّ بمعنى أوضح محاربتهم إعلاميًا. 

ما حدث في لبنان تكرر أيضًا في سوريا، حيث تعرّضت البلدات السّوريّة للاشتباكات والمجازر، وحاولت بعض الوسائل الإعلامية السّوريّة تحريف الحقائق وتقديم الروايات الّتي تخدم مصالحها فقط.

فيما يتعلق بالمجازر الّتي ارتُكبت في سوريا، كان الإعلام منقسماً إلى فئتين:

الفئة الأوّلى: هي المحطات الإعلاميّة المعادية للنظام السابق (نظام بشار الأسد)، الّتي ركزت طوال فترة الصراع على اتهام "فلول النظام" (وهو المصطلح الّذي أطلقته هذه المحطات على الأفراد الداعمين للأسد) بارتكاب الجرائم وافتعال الإشكالات، مع التركيز الأكبر على تحميل الطائفة العلوية المسؤولية، متهمّة إياّها بمحاولة زعزعة الأمن واستهداف الاستقرار.
 

الفئة الثانية: هي وسائل الإعلام المعارضة للرئيس السّوريّ في الفترة الانتقالية أحمد الشرع، الّتي اتهمت جماعته أيّ الأمن السّوريّ في الادارة الجديدة بارتكاب المجازر، حيث ركزت على الأحداث الّتي شهدتها منطقة الساحل فقط، متجاهلة الكمائن والاعتداءات الّتي قام بها مؤيدو النظام السابق  قبل اندلاع الاشباكات بينهم وعدم ذكرها.
 

أمّا الحقيقة، فهي واضحة وموثقة بعيدًا عن السياسات الّتي تسعى بعض المحطات الإعلامية إلى تسويقها وبثها. فقد كانت الفيديوهات والمعلومات في البداية تُظهر بوضوح كمائن نصبها عناصر تابعون لنظام الأسد، والتّي أسفرت عن مقتل حوالي 120 عنصرًا من قوات الأمن السّوريّة في الإدارة الجديدة. لكن الفيديوهات والمعلومات نفسها كشفت أيضًا عن مقتل 1383 ضحية على يدّ قوات الأمن في الادارة السّوريّة الجديدة، أغلبهم من الطائفة العلوية ومدنيين، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
 

في النهاية، المجازر تظل مجازر، والتعديات تظل تعديات، بغض النظر عن الطرف الّذي ارتكبها. ولكن يبقى السؤال المؤلم: لماذا يصر الإعلام على إخفاء الحقيقة؟ لماذا يُحرَف الواقع ويُختَزل الألم السوري في روايات بعيدة عن الواقع؟