انتهت أجواء الفرح التي عمّت في سوريا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، ليحل مكانها واقع مليء بالفوضى والتقسيم، فمنذ الحرب السوريّة تشكلت العديد من الفصائل المسلّحة المعارضة للنظام، إضافة إلى ظهور جماعات متطرّفة كان هدفها إسقاط الأسد واستلام الحكم، لكنّ هذه الفصائل تتفرق على أجندات مختلفة وتحالفات مع قوى إقليميّة ودوليّة متصارعة.
إليكم التفصيل للفصائل السوريّة المسلّحة:
هيئة تحرير الشام التي قدّمت نفسها على أنها البديل الأنسب للنظام السابق، كانت معروفة بجبهة النصرة سابقاً، زعيمها الملقّب بـ"أبو محمد الجولاني" والذي بات اليوم يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، تصدّر المشهد طيلة معركة الإطاحة بالأسد.
وتسيطر الهيئة وحلفاؤها اليوم على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد وتمكّنت من السيطرة مؤخراً على محافظتي طرطوس واللّاذقية في الساحل السوري. كما سيطرت على دير الزور في شرق البلاد.
تملك الهيئة عتاداً عسكرياً متطوراً يشمل الدبّابات والطائرات المسيّرة، وتشير التقديرات إلى أنّ عدد مقاتليها قد يترواح ما بين 20 إلى 30 ألفاً.
وحتى الساعة ما زالت هيئة تحرير الشام على اللّوائح الأميركيّة للمنظّمات الإرهابيّة بحكم ارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة.
تختصر باسم "قسد"، وتنشط بالأساس في المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، وتأسّست في سنة 2015 بدعم من واشنطن التي أسّست التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلاميّة". لم تشارك "قسد" التي تسيطر على مساحات واسعة في المناطق ذات الأغلبيّة الكرديّة على الحدود مع تركيا في معركة الإطاحة بالأسد. ولا تعد حليفاً لقوّات "هيئة تحرير الشام" باعتبارها معارضة للتيّار الإسلامي وتطالب بـ"سوريا علمانيّة" تمنح الحكم الذاتي للأكراد.
وتعد "قسد" العدو اللّدود للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الذي يعتبرها حليفاً لحزب العمال الكردستاني ويرى فيها خطراً لإذكاء النزعات الانفصاليّة للأكراد في جنوب تركيا.
انشق عدد من ضباط الجيش السوري ليشكلوا فصائل مسلّحة تهدف لإسقاط الأسد، وشكلوا الجيش السوري الحر الذي ينشط بالأساس في شرق سوريا بدعم من الجيش الأميركي. وبسقوط الأسد، تمكن من السيطرة على قواعده خصوصا في مدينة تدمر التاريخية في ريف حمص.
في مدينة السويداء ذات الغالبيّة الدرزيّة، تنشط فصائل "رجال الكرامة" التي تسلّمت مواقع الجيش السوري بعد انهيار النظام. لم تدخل هذه الفصائل في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد إلّا أن شباب السويداء رفضوا الانضمام إلى الجيش السوري وتولّوا حماية المدينة وريفها بعد الهجوم الدموي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في 2018.
هذا الفصيل يتشكّل من مجموعات غير متجانسة تضم منشقّين عن الجيش السوري وتأسّس في إطار "عمليّة درع الفرات" التي شنّتها تركيا في سنة 2017 لتشكيل منطقة عازلة في شمال سوريا ضد الفصائل الكرديّة التي تصنفها أنقرة بـ"الإرهابيّة"، وتولّت إدارة المناطق التي سيطرت عليها تركيا بعد هذه العمليّة.
ويتلقى مقاتلو "الجيش الوطني السوري" رواتبهم وتسليحهم من تركيا وتولّى بالأساس قتال "قوّات سوريا الديمقراطية" الكردية. وطيلة فترة الهدوء النسبي في سوريا بعد اتفاقات 2017، لم يدخل "الجيش الوطني السوري" في قتال مباشر مع الجيش السوري قبل أن يشارك في عمليّة "ردع العدوان" للإطاحة بالأسد.