- كتب أحمد نصرالله -
بعد معارك ضارية شهدتها محافظة السويداء في جنوب سوريا، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "قوات الأمن العام السورية" وأبناء السويداء من الطائفة الدرزية.
وقد أسفرت هذه المعارك عن سقوط مئات القتلى من الجانبين، وانتشرت مشاهد قاسية تُظهر التنكيل بالأسرى والجثث، خصوصًا من جانب قوات الأمن العام، التي أقدمت على إهانة شيوخ ومدنيين من أبناء السويداء بشكل واسع.
ومن بين هذه المشاهد المؤلمة، لفتت الانتباه مقاطع تُظهر ضرب رموز دينية درزية وحلاقة شواربهم، ما أثار مشاعر الغضب لدى أبناء الطائفة الدرزية في لبنان، وعلى رأسهم الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب.
مواقف وهاب الواضحة:
عبّر وئام وهاب عن موقفه بوضوح عبر منصة "إكس"، حيث نشر عددًا من الفيديوهات التي توثق الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن العام بحق أهالي السويداء، وأرفقها بتصريحات حازمة، في موقف بدا أكثر وضوحًا وحسمًا مقارنة بمواقف بعض القيادات الدرزية الأخرى، وفي مقدمتهم وليد جنبلاط.
مواقف جنبلاط: متذبذبة وغير حازمة
في المقابل، أدلى الزعيم الدرزي البارز في لبنان، وليد جنبلاط، بتصريحات أعرب فيها عن رغبته في إنهاء المعارك، مؤكدًا أن الجميع يجب أن يقف خلف الدولة السورية، وذلك في ذروة ارتكاب الانتهاكات والجرائم في السويداء.
هذا الموقف أثار ردود فعل واسعة في الشارع الدرزي، حيث عبّر العديد من أبناء الطائفة عن استيائهم من موقف جنبلاط الذي اعتبروه غير واضح، وغير كافٍ أمام ما يتعرض له أبناء طائفتهم من إهانات واعتداءات.
وهاب بطل السويداء... وجنبلاط خارج المشهد
نشر الوزير السابق وئام وهاب مقطع فيديو من السويداء، يظهر فيه تحيّة خاصة توجه له من أبناء المحافظة، في مشهد يعكس مكانته المتقدمة في وجدان بعض أبناء الطائفة الدرزية، مقارنةً بتراجع حضور وليد جنبلاط في هذه الأزمة.
من راهن على جنبلاط لحماية الدروز عبر علاقاته السياسية، اكتشف أن هذا الرهان لم يكن في محله، وأن السلاح وحده، في نظر البعض، هو الضامن الحقيقي لوجود الأقليات في ظل التصعيد.
يبقى السؤال: هل سينجح وهاب في استثمار موقفه هذا في الانتخابات المقبلة؟ أم يتمكن جنبلاط، كما في مرات سابقة، من تهميش خصومه انتخابيًا؟
المصدر: مقال رأي