ودّع لبنان الإعلاميّة المخضرمة هدى شديد، التي رحلت بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركةً خلفها إرثًا إعلاميًا وإنسانيًا لا يُنسى. كانت شديد، التي وُلدت في 15 سبتمبر 1965، وجهًا مألوفًا على الشاشات اللّبنانية لعقود، حيث برزت بتغطيتها المتميزة للأحداث السياسية والاجتماعية، وتميّزت بحضورها الدائم في قلب الأحداث، حتى أصبحت هي نفسها حدثًا يُذكر.
في زيارةٍ مؤخرًا إلى القصر الجمهوري، حيث كرّمها الرئيس جوزاف عون وعقيلته السيدة الأولى، استرجعت شديد ذكرياتها الغنية التي امتدت عبر سنوات من التغطيات الإعلامية لنشاطات الرؤساء السابقين. كانت تلك الزيارة بمثابة تاجٍ لتكريم مسيرتها الحافلة، لكنها كانت أيضًا وداعًا مؤثرًا لقصرٍ أحبّته وأحبّ أهلها.
عُرفت هدى شديد بحبها لوطنها وإخلاصها لرسالتها الإعلامية، حيث عملت في العديد من المؤسّسات الإعلامية اللّبنانية والدوليّة، ممّا أكسبها مكانة مرموقة واحترامًا واسعًا في الوسط الإعلامي. رغم التحديات التي واجهتها، بدءًا من ظروف طفولتها الصعبة ومرورًا بمحنة التهجير وفقدان زوجها بسبب المرض نفسه الذي واجهته لاحقًا، إلا أنها واجهت الحياة بإيمان قوي وصبرٍ نادر، لتصبح رمزًا للصمود والعطاء.