
اعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنّ "حزب الله" يكرر اليوم الأخطاء ذاتها التي ارتكبها خلال عامي 2023 و2024، والتي تسببت – على حدّ قوله – بخراب واسع في مناطق لبنانية عدّة، ولا سيّما في بيئته الحاضنة. وأوضح أنّ الحزب، من خلال مواقفه وتصرفاته منذ اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن، يواصل جرّ لبنان، وبيئته تحديدًا، نحو مزيد من الكوارث والدمار والمآسي.
وأشار جعجع إلى أنّ سبب ما يجري يعود إلى رفض حزب الله حلّ جناحيه العسكري والأمني، كما نصّ على ذلك اتفاق الطائف أولاً، والقرار الدولي 1701 ثانيًا، واتفاق وقف إطلاق النار لعام 2024 ثالثًا، فضلًا عن خطاب القسم والبيان الوزاري. ورأى أنّ الحزب، بدلاً من أن ينخرط في العمل السياسي شأنه شأن سائر القوى اللبنانية، يصرّ على البقاء خارج منطق الدولة ومؤسساتها.
وخلال الخلوة السنوية لمنطقة البقاع الشمالي، قال جعجع: "حتى لو افترضنا أن حزب الله تجاهل اتفاق الطائف خلال العقود الماضية، وتجاوز إرادة أكثرية اللبنانيين نتيجة حسابات خاطئة اعتقد من خلالها أنه قادر على تحقيق نوع من التوازن العسكري مع إسرائيل، فإن هذا الافتراض سقط كلياً بعد أحداث عام 2024 التي أثبتت عكس ذلك تماماً".
وأضاف، "السؤال الجوهري اليوم هو: لماذا يتمسّك حزب الله بسلاحٍ أثبت عجزه عن مواجهة إسرائيل؟ بل على العكس، تحوّل هذا السلاح إلى عامل جذبٍ للحروب والدمار، بعدما بات واضحاً أنه لا يشكّل أي قيمة دفاعية حقيقية، بل يجلب الويلات إلى لبنان".
وختم جعجع قائلاً إنّ الهدف من طرح هذه التساؤلات ليس الدخول في سجالات سياسية، بل التنبيه إلى خطورة المرحلة والدعوة إلى تحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات الحاسمة قبل أن يصل البلد إلى انهيارٍ كامل، بعدما بلغ فعلاً حدود الخراب في العديد من المجالات.