تواصل فرق الإطفاء في تركيا جهودها للسيطرة على حرائق ضخمة اندلعت في محيط مدينة بورصة شمال غربي البلاد، وأدت إلى إجلاء أكثر من ٣,٥٠٠ شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط ظروف مناخية صعبة تعقّد عمليات الإخماد.
وأكد وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، أن آلاف المواطنين نُقلوا إلى مناطق آمنة، في حين يشارك نحو ٢,٣٠٠ عنصر إطفاء وإنقاذ مدعومين بأكثر من ٨٥٠ آلية، إضافة إلى طائرات ومروحيات، في احتواء النيران التي تشتدّ بفعل الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة.
يُتوقّع أن تصل الحرارة في المنطقة إلى قرابة ٤٠ درجة مئوية خلال الأيام المقبلة، ما يثير مخاوف من توسّع رقعة الحريق وتجدده. وحتى اللحظة، لم تُصدر السلطات تقديرات دقيقة بشأن حجم الضرر في المناطق الحرجية المحيطة بالمدينة الصناعية الكبرى.
قد شهدت عمليات الإخماد حوادث دامية، أبرزها وفاة أحد رجال الإطفاء إثر أزمة قلبية أثناء أداء مهمته، في حين لقي ثلاثة آخرون حتفهم نتيجة حادث سير تعرّضت له شاحنة صهريج كانت تُستخدم ضمن فرق الإطفاء.
في تطور منفصل، تواجه ولاية كارابوك في الشمال حريقًا آخر منذ خمسة أيام متواصلة، استدعى إجلاء نحو ١,٨٠٠ شخص مع استمرار انتشار ألسنة اللهب في تضاريس وعرة تُعيق السيطرة عليها، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
تعيش تركيا تحت وطأة موجة حرّ وجفاف حادين، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهّب والتحذير من احتمالات اندلاع حرائق جديدة حتى الخريف. ووفق ما أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان، فقد تمّ التعامل مع أكثر من ٣,٠٠٠ حريق غابات في أنحاء متفرقة من البلاد منذ بداية الصيف الحالي.