logo
logo
logo

مقالات

ظاهرة خطيرة تجتاح طرقات لبنان...فما تداعياتها؟

ظاهرة خطيرة تجتاح طرقات لبنان...فما تداعياتها؟

على كل طريق، كل إشارة مرور، عند كل توقّف، هناك من يطرق نافذة السّيارة طالبًا بعض المال.

ظاهرة التسوّل لم تعد حدثًا ومشهدًا غير مألوف في لبنان، بل أصبحت جزءًا أساسيًّا من يوميّات كل مواطن تقريبًا.  أينما توجّهنا نجد متسوّلين، معظمهم أطفال لم تمنحهم الحياة فرصة التّعرّف إلى الطّفولة بل كل ما يمكنهم القيام به، هو الوقوف بين السّيارات واستنشاق دخانها.

 

متسوّل هنا، بائع ورود هناك، بائع محارم يحاول جذب انتباه السّائقين... وغيرهم عشرات الأشخاص الذين يعملون في الطّرقات ويتجوّلون بين المركبات وتتعرّض حياتهم للخطر في كل لحظة ومع كل خطوة، ومصيرهم معلّق بين عجلات مركبة مسرعة أو تعنيف من مستغل لا يرحم فمن يحمي هؤلاء، ومن يعيد إليهم طفولتهم المسلوبة؟

 

هؤلاء الأطفال بطبيعة الحال لا يختارون التسوّل في الطّرقات بملئ إرادتهم، والوقوف تحت الشّمس الحارقة وتحت الأمطار الغزيرة. بل هناك من يجبرهم على ذلك، فخلف كل طفل نراه يتسوّل على إشارة المرور  "عصابة" تسلب طفولته وحقوقه في اللّعب والتّعليم وترمي به في قلب الخطر.  

 

تداعيات خطيرة

هؤلاء الأطفال الذّين يترعرعون في الشّوارع لا يحظون بفرص التّعلّم هذا يعني أنّ نسب الأميّة ترتفع، ارتفاع نسبة الاميّة والجهل يؤدّي إلى ارتفاع نسبة الجريمة والسّرقة والانحراف.

كما وأنّه في الكثير من الأحيان يتم استغلال هؤلاء الأطفال للتّجارة بالمخدّرات. وغيرها من الأعمال غير الشّرعيّة. فالطّفل المرسَل لجمع المال يستخدم أي أسلوب لجمع المال لتفادي العقاب. فقد يلجأ إلى السّرقة لكي يؤمّن المبلغ المطلوب منه 

 

غياب أي إجراءات

المشهد يتكرّر يوميًا: أطفال على الإشارات، عند مداخل السوبرماركت، أمام المطاعم، وفي الشوارع الرئيسية… وعلى الرّغم من أنّ وجودهم بات واضحًا وعلى مرأى الجميع، وأصبح جزءًا من النسيج اليومي للمدن والبلدات، إلا أنّ الدولة لا تزال تتعامل مع الظاهرة ببرودة ولامبالاة.

لا خطط واضحة، لا إجراءات حقيقية، لا رقابة على العصابات، ولا مراكز كافية تستقبل هؤلاء الأطفال وتعمل على إعادة دمجهم في المجتمع. وكأنّ الأمر لا يعني أحدًا، وكأنّ هؤلاء الصغار ليسوا جزءًا من مستقبل البلد.