تتصاعد تداعيات قضيّة "التيكتوكرز" في لبنان، بعد تسريب مقطع فيديو من جلسة تحقيق يكشف حجم التجاوزات والإساءات التي تعرّض لها قاصرون متّهمون في القضيّة، ما أثار موجة استهجان واسعة على منصات التواصل والرأي العام.
يُذكر أنّه منذ أشهر، شغلت قضية "التيكتوكرز" الرأي العام اللّبناني، بعد توقيف مجموعة من الشبان والشابات بتهم تتعلّق بالاعتداء واستغلال القاصرين.
نشر الصحافي فراس حاطوم مقطع فيديو يبلغ طوله نحو 12 دقيقة، يُسمع فيه المحقّق وهو يقول: "اليوم عرس ابن عمي، بس جيت عشان أخلّص من القضيّة"، بينما يوجّه سبحة بيضاء نحو أحد القاصرين داخل غرفة التحقيق، في مشهد يعكس استهتاراً واضحاً بإحدى أكثر القضايا حساسيّة في لبنان.
كما يُسمع المحقق وهو يطرح على أحد القاصرين أسئلة تحمل إيحاءات وإهانات، منها: "هل أنت لوطي؟"، قبل أن يتنقّل بين أسلوبَي الترهيب والترغيب قائلاً تارةً: "إنتو متل أولادي"، ومهدّداً تارةً أخرى بأنه "يعرف كل شيء". وفي مقطع آخر، يُخاطب أحد القاصرين قائلاً: "يمكن بيّك اعتدى عليك، عشان هيك صرت لوطي".
ويُظهر جزء آخر من التسجيل المحقّق وهو يناول القاصر (س.أ) سيجارة محاولاً تهدئته، قبل أن ينهار الأخير باكياً، في مشهد يعكس حجم الضغط النفسي والعنف المعنوي الذي تعرّض له خلال التحقيق.
وبرزت المفاجأة عند تفتيش أحد المدّعين قبيل دخوله إلى قاعة المحكمة، حيث ضُبطت بحوزته مواد مخدّرة، في تطوّر أثار تساؤلات واسعة حول صدقية بعض الشكاوى المقدَّمة، كما أعاد فتح النقاش حول مسار القضية ومستقبل الموقوفين، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 15 شخصًا، ما يزال قسم منهم رهن التوقيف رغم مرور أشهر على انطلاق الملف.
وتأجّلت جلسة المحاكمة المقبلة إلى 20 كانون الثاني 2026 أمام محكمة الجنايات في رومية برئاسة القاضي إيلي الحلو، لتستمر هذه القضية التي بدأت كملف أخلاقي وتحولت إلى فضيحة كبيرة، في جذب أنظار اللبنانيين والمتابعين على السواء.