بعد انتهاء الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، أكّد رئيس حزب القوات اللّبنانية، سمير جعجع، أنّ الجميع في لبنان قد خسر في المرحلة الماضية، مشيرًا إلى أنّ "البيئة الحاضنة لحزب الله كانت أوّل من تكبّد الخسائر". وأوضح جعجع أنّ الوضع اليوم قد اختلف، مشيرًا إلى أنّ "الجميع سينتصر بما يحدث الآن، لأنّ ذلك يصب في مصلحة لبنان واللّبنانيين".
وقال جعجع إنّ "مشروعي السياسي تقدّم اليوم على مشروع حزب الله"، موضحًا أنّ "ما قاله اليوم الحاج محمد رعد، بعد لقائه رئيس الجمهورية عقب الاستشارات النيابية المُلزمة، هو خارج السياق تمامًا". وأضاف جعجع أنّ التصريحات التي أدلى بها رعد لا تتوافق مع الحقيقة، حيثُ قال: "لا أحد مارس أي ضغط على أحد، ولا أحد يسعى إلى إقصاء أحد".
جعجع أشار أيضًا إلى أنّ الحديث عن محاولة الإقصاء لا يمكن أن يكون صحيحًا إلّا في حال قرّر رئيس الحكومة المكلّف، على سبيل المثال، تشكيل حكومة بدون تمثيل للشيعة، وهو ما سيعارضه بشدة، قائلًا: "نحن بالتأكيد سنقف ضده بهذا".
وفيما يتعلّق بالميثاق الوطني في لبنان، أكّد جعجع أنّ "الميثاق الوطني في الدستور اللّبناني مبني على الشراكة بين المسيحيين والمسلمين، أي وفق التوازن بين الطوائف وليس بين المذاهب".
ولفت إلى أنّ "الرئيس المكلّف نواف سلام حصل على أصوات من نواب مسلمين، وبالتالي فإن الميثاقية متوفرة".
وتابع جعجع: "شبعنا" من الحكومات الفاشلة والفساد، ونحن اليوم نطالب بحكومة تغييرية "عن حقّ وحقيق". إذا تمكّن الثنائي الشيعي من اختيار أسماء قادرة فعلًا على المضي قدمًا في عملية الإصلاح، فهذا أمر جيّد. أمّا إذا لم يتمكنا، فلا يمكن للأقلية أن تتحكّم بالأغلبية".
معتبرًا أنّ "المنتصر اليوم بتسمية نواف سلام هو كلّ من وقف ضد الفساد ودعم الإصلاح. نحن في المعارضة ضحينا بمصالحنا الضيقة من أجل مصلحة وطنية أكبر، ومن هذا المنطلق انسحب مرشحنا فؤاد مخزومي لصالح القاضي نواف سلام".
وأكّد جعجع: "سنشارك في الحكومة المقبلة إذا كانت تعكس رؤية ومثال رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة. أمّا أي بيان وزاري يتضمن شعار "جيش، شعب، مقاومة"، فسيؤدي إلى انسحابنا من الحكومة فورًا. نحن لا نريد العودة إلى الوراء".