نشرت وسائل إعلام تقرير بعنوان: "لاري إليسون لاعب أساسي في إمبراطورية الإعلام"، سلّط الضوء على التحوّل الجريء الذي قام به الملياردير الأميركي لاري إليسون، مؤسّس شركة «أوراكل» العملاقة، والذي يصنَّف اليوم كثاني أغنى رجل في العالم، بعد أن انتقل من عالم التكنولوجيا والبيانات إلى عالم الإعلام والسياسة، ليصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في المشهد الأميركي الراهن.
وقالت إنّ "العام 2025 حمل معه مفاجأة مدوّية"، حيث تحوّل إليسون من “قطب قواعد بيانات” إلى لاعب أساسي في صناعة الإعلام، في خطوة أثارت موجة من الجدل حول تركيز غير مسبوق للسلطة الإعلاميّة في يد حفنة من كبار الأثرياء المتحالفين سياسيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
القفزة المفاجئة في ثروة إليسون – التي ارتفعت بمئة مليار دولار في ليلة واحدة بعد طفرة أسهم «أوراكل» المدفوعة بصفقات الذكاء الاصطناعي التي مكّنته من دخول عالم الإعلام بقوة. فقد استحوذ على النسخة الأميركية من منصة "تيك توك"، التي تضم أكثر من 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، بينما يقود نجله ديفيد إليسون استثمارات ضخمة في شبكات “باراماونت” و”سي بي إس”، وسط مفاوضات مستمرة لضمّ شركة “وارنر” الإعلامية، التي تمتلك أيضًا شبكة “سي إن إن” الشهيرة.
وإذا ما اكتملت هذه الصفقات، تحذّر الصحيفة، فإن الولايات المتّحدة قد تكون أمام إمبراطورية إعلامية متكاملة تجمع بين المنصّات التقليدية (كالقنوات والشبكات التلفزيونية) والرقمية (كمنصات التواصل ومحتوى الفيديو)، ما سيمنح إليسون نفوذًا غير مسبوق في تشكيل الرأي العام الأميركي، خصوصًا في مرحلة سياسية مشحونة بالاستقطاب الحزبي والانتخابي.
وترى أن هذه التحرّكات لا يمكن فصلها عن المشهد السياسي الأميركي الراهن، إذ إن صفقة الاستحواذ على «تيك توك» جاءت بعد ضغوط من إدارة ترمب على الشركة الصينية المالكة “بايت دانس” بدعوى «الأمن القومي». وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس ترمب نفسه كان قد صرّح في مقابلات إعلامية بأن مالكي “فوكس نيوز” أو لاري إليسون هم «المرشحون الطبيعيون» لامتلاك التطبيق.
وبذلك، يقول مراقبون إن واحدة من أهم منصّات الإعلام الرقمي في العالم باتت في أيدٍ متعاطفة مع الإدارة الجمهورية وحلفائها، ولا سيّما إسرائيل، ما يثير أسئلة كبرى حول الاستقلالية الإعلامية والتنوّع في المشهد الأميركي في السنوات المقبلة.