logo
logo
logo

مقالات

متى تندلع الحرب؟ مؤشرات أمامنا!

متى تندلع الحرب؟ مؤشرات أمامنا!

-ماري-جوزيه السّاحلاني

 

استهدافات لشخصيات بارزة في الجنوب، قصف يطال الأحراج والمنازل وإنذارات بالإخلاء من ثم قصف الضّاحية من دون إنذار لاغتيال شخصيّة بارزة في الحزب. سرد يحمل كل مقوّمات الحرب لكنّه لم يرتق بعد ليصبح حربًا فعليّة. فهل أصبح لبنان فقط في انتظار الشّرارة الأولى التي ستؤدّي إلى اندلاع الحرب الكبرى؟ 

 

سيناريو الحرب يعيد نفسه

قبل اندلاع الحرب في أيلول 2024، كان هناك الكثير من الدّلالات والمؤشّرات التّي تنذر بالخطر استهدافات في مختلف المناطق وتبادل القصف ضمن ما يسمّى بقواعد الإشتباك في الجنوب، لتتطوّر الأمور وتشهد الضّاحية على إغتيالات عديدة قبل أن تندلع الحرب الكبرى التّي كبّدت حزب الله ولبنان خسائر كبيرة. 

إسرائيل نفّذت اغتيال في الضّاحية يوم أمس! هذه رسالة مباشرة بأنّ لا حدود للتّصعيد الإسرائيلي، طالما لم تنفّذ الشّروط، الإسرائيليّة لن يتوقّف التّصعيد، لكن هل الخضوع للشّروط الإسرائسليّة هو الحل؟

 

 

هي مسألة متى

"الحرب لم تعد مسألة هل تقع، بل مسألة متى تقع" هذا ما كشفته تقارير إسرائيليّة، كذلك زعمت تقارير أخرى أنّ الحزب يعيد بناء قوّته العسكريّة. 

وإلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى الولايات المتّحّدة الأميركيّة جاءت لتنقل صورة خطيرة عن الواقع خصوصًا بعد التّصريحات الأميركيّة والإسرائيليّة الأخيرة التّي اعتبرت أنّ الجيش اللّبناني لا يقوم بما يلزم في ما يتعلّق بسحب السّلاح. 

الزيارة المرتقبة في نهاية شهر تشرين الثّاني قد تكون السّبب الأساسي لتأجيل الحرب، بابا السّلام الآتي من روما، قد يأخذ السّلام معه ويرحل وحينها يُترك لبنان لمصيره. 

 

لماذا الحزب لم يرد رغم التّصعيد 

أوّلًا: شطب كلمة مقاومة من البيان الوزاري، حوّل سلاح الحزب إلى سلاح غير شرعي، بالتّالي لم يعد يتمتّع بغطاء من الدّولة اللّبنانيّة ليستخدم سلاحه. 

ثانيًا: الخسائر التّي تكبّدها في الحرب الأخيرة تفوق التّصوّر، لذا من الطّبيعي ان يتروّى الحزب قبل اتخاذ أي قرار بالرّد. خصوصًا أنّه يعرف خصمه جيّدًا. فمواجهة المكر الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية، يحتاج إلى تروّ قبل اتخاذ اي قرار. بخاصة أنّ إسرائيل تمتلك التّكنولوجيا والتّطوّر التي تعطيها قدرة تدميريّة كبيرة.  

 

دولة شبه غائبة 

سيادة لبنان، تخترق كل يوم، والدّولة تكتفي بالاستنكار والإدانة، في ظل غياب أي خطّة لردع العدوان. الدّولة لم تبدأ حتى الآن بالمفاوضات لسحب سلاح الحزب، ولم تجد حتى بديلًا له. لا خطّة دفاعيّة لردع العدوان. فلا يخفى على أحد المطامع الإسرائيليّة في لبنان، هنا سؤال مشروع يطرح نفسه: هل الجيش غير المسلّح بشكل كافٍ قادر أن يدافع عن لبنان بحال قرّرت إسرائيل الاعتداء عليه؟  تترك الدّولة عناصر الجيش في الجنوب من دون أي وسائل حماية أو دفاع. فبلد مثل لبنان محاط بالخطر، كيف يصمد بلا سلاح؟ 

 

 

ومع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السّنة هاجس يعيش فيه اللّبنانيين هل نعيّد على وقع الغارات؟