وافقت محكمة فرنسية يوم الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني على الطلب الحادي عشر للإفراج المشروط عن الناشط اللّبناني جورج إبراهيم عبد الله، المسجون منذ 40 عامًا بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أجنبيين. فيما أكّدت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب أنّها ستستأنف القرار.
وقالت النيابة في بيان إنّ محكمة تنفيذ الأحكام، وبقرار مؤرخ أمس، سمحت بحصول جورج إبراهيم عبدالله على إفراج مشروط ابتداءً من 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل بشرط مغادرة الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
تفاصيل اعتقاله
صدر في 1987 حكم على الرئيس السابق للفصائل الثورية اللّبنانية المسلّحة بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال ديبلوماسيين أحدهما أميركي والثاني إسرائيلي، وهو كان من أبرز منفذي موجة الاعتداءات التي ضربت فرنسا في أوائل ثمانينات القرن الماضي.
وكان لبنان في خضم الحرب الأهلية (1975-1990) عندما شارك عبد الله في تأسيس هذه الفصائل التي أعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا. وتم توقيفه في ليون في 24 تشرين الأول(أكتوبر) 1984 وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتواطؤ في اغتيال الديبلوماسيين الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس في 1982، ومحاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ في 1984.
من هو جورج عبدلله؟
ولد جورج إبراهيم عبد الله (73 عاما) في قرية القبيات شمال لبنان عام 1951 وعمل في سلك التعليم في بلاده حتى عام 1979. بدأ حياته ناشطاً في صفوف "الحزب السوري القومي الاجتماعي" قبل أن ينتسب إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
أسس مع أفراد من عائلته ما سمّي بـ"الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية"، وهي مجموعة ماركسية موالية لسوريا ومعادية لإسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا.
ورغم أن عبد الله مؤهل ليتم الإفراج المشروط عنه منذ عام 1999 وقدم بالفعل تسعة طلبات، لكن القضاء الفرنسي رفض إطلاق سراحه.
وفي عام 2013، وافق القضاء الفرنسي مبدئيًّا على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، لكن وزارة الداخلية الفرنسية لم تصدر أمر الترحيل اللازم لتنفيذ القرار، ما أبقاه في السجن. وقد نظمت مظاهرات عدة أمام السفارة الفرنسيّة في بيروت وفي الأراضي الفلسطينيّة، تطالب بالإفراج الفوري عن جورج عبد الله والتوقيع على قرار ترحيله إلى لبنان.