خاص-
لولاية سابعة، فاز هاشم حيدر، برئاسة الاتّحاد اللبنانيّ لكرة القدم بالتّزكية، نظراً إلى عدم ترشّح أي شخصيّة لمنصب الرّئيس. خبر، أثار سخط وإحباط جماهير كرة القدم اللبنانيّة، الذين كانوا يأملون بتغيير جديد يطال رأس الهرم للعبة الشعبيّة، بعدما شهدت تراجعاً مخيفاً في السنوات الأخيرة، على صعيد نتائج المنتخبات الوطنيّة، لا سيّما المنتخب الأول، إضافة إلى مستوى الدوري المحلي، ودوريات الفئات العمريّة.
تقصير غير مبرّر..
لا شكّ أنّ الجو العام الرّياضي في لبنان، خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً عندما نتحدّث عن الأندية، كان يميل إلى التّغيير في الانتخابات المقبلة، فلطالما كان الاتّحاد في مرمى انتقادات الأندية ورؤسائها، إن على صعيد إدارة اللعبة، وهو ما كان يوحي بأنّ الانتخابات المقبلة لن تشهد على اتّفاقات سياسيّة من تحت الطاولة لإعادة انتخاب نفس الأسماء، إنّما الملفت هذه المرّة، أنّ أحداً لم يترشّح لهذا المنصب، ما يثير تساؤلات وعلامات استفهام حول كواليس ما يحصل، مع الإشارة، إلى أنّ الانتخابات الماضية، شهدت تنافساً ولو شكليًّا على منصب الرئيس، بعدما أصرّ النجم السابق موسى حجيج على المضي قدماً في ترشّحه، وكانت رسالة واضحة حينها، أنّ التغيير يُمكن أن يحصل في المستقبل.
واقع مزرٍ..
تعيش كرة القدم اللبنانيةً واقعاً مريراً على كافة المستويات، فهي باتت لا تُقارن حتّى بمستويات بلدان آسيوية وعربيّة كان يتفوّف عليها لبنان في السابق، مثل إندونيسيا وتايلاند وسوريا واليمن، ويعود ذلك إلى أسباب عدّة، منها طبعاً سياسية وأمنيّة، فمرّ على لبنان أزمات كبيرة منذ العام 2019، لكن هذا لا يعفي الاتحاد اللبناني من مسؤولياته، فكثير من البلدان عاشت في تاريخها نزاعات ومشاكل وحروب، ولم ينعكس ذلك سلباً على الرياضات فيها، لا سيّما كرة القدم، وأكبر مثال على ذلك، العراق، الذي حقق لقب كأس آسيا 2007 خلال الحرب والاجتياح الأميركي، وسوريا الذي كانت تعيش في خضم حربٍ أهليّة، واستطاع المنتخب الأول آنذاك أن يصل إلى مراحل بعيدة في تصفيات كأس العالم 2018، وكان قريباً جداً من الترشّح للمونديال. وصحيح أن منتخب لبنان شارك في آخر نسختين من كأس آسيا، لكنّه استفاد من النظام الجديد للتصفيات، ورفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24، ما منح فرصاً للعديد من المنتخبات المتواضعة بالتأهل إلى كأس آسيا، ما يعني أن مشاركة منتخب لبنان في البطولة لا يُعدّ إنجازاً يعوّل عليه.
خيبات أمل.. لكن مكانك راوح!
عام 2018، اهتّزت كرة القدم الإيطاليّة بحدث غير اعتيادي، بعد فشل منتخب إيطاليا في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا. هذا الحدث، لم يدفع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم حينها إلى تغيير المدرّب فحسب، بل أقدم رئيس الاتحاد، كارلو تافيكيو، على تقديم استقالته.
في لبنان، تعيش الجماهير اللبنانيّة خيبة أمل بعد أخرى، وغالباً ما تكون مشاركات المنتخب في المسابقات المهمّة أو التصفيات شكليّة، وآخرها كأس آسيا 2024، حيث ودّع منتخب لبنان المسابقة من الدور الأول، ولم يستطع الفوز على منتخب طاجكستان المتواضع في الجولة الأخيرة، حيث كان يكفيه الفوز للتأهل للمرة الأولى في تاريخه للدور المقبل، إلا أنّه خسر بنتيجة 2-1، فكانت تلك الصّدمة، لو أننا نتحدث عن أي بلد آخر، كفيلة بإحداث تغيير، وتحمّل أصحاب القرار مسؤوليّتهم بالتّنحي، إلا أن المريب في الأمر، أنّ حتّى الجهاز الفني لم يتغيّر، وبقي المدرب مونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش في منصبه مدرباً للمنتخب، ما أثار استياء الجماهير اللبنانيّة، وأكّد مرّة أخرى أنَّ أصحاب القرار لا يملكون المقوّمات اللازمة للاستمرار على رأس الهرم في اللعبة.
شتّان بين كرة السلة وكرة القدم..
على عكس كرة القدم، تعيش كرة السلة اللبنانيّة فترة تاريخيّة، فنتائج المنتخب والأندية في المحافل الدولية تتحدث عن نفسها، فكرة السلة اللبنانيّة هي بين الأفضل في قارة آسيا، والأفضل عربيًّا، مع العلم أن أصحاب القرار، هم أيضاً تابعين للمرجعيّات السياسيّة، ما يشير ربمّا، إلى أنّ المشكلة قد لا تكون فقط مرتبطة بالقرارات السياسيّة، بل بالأشخاص أنفسهم ومؤهلاتهم، فلماذا لا يتم اختيار أسماء أخرى قد تكون ملمّة وقادرة على إحداث تغيير، ولماذا الإصرار على نفس الأسماء؟ سؤال لا يلقى له عشاق كرة القدم في لبنان جواباً منذ 25 عاماً.