تستعد شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، لإطلاق شركة طيران منخفضة التكلفة تستهدف رحلات إلى الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط، في خطوة استراتيجية لتعزيز موقعها وسط تزايد الأسعار وارتفاع المنافسة الإقليمية.
ويأتي هذا القرار في ظل أزمة اقتصادية متسارعة وارتفاع أسعار التذاكر بشكل كبير، إلى جانب منافسة شركات مثل"ويز إير أبوظبي" التي تقدم رحلات محدودة بأسعار منخفضة. ويؤكد المحللون أن المشروع قد يساعد MEA على استعادة الركاب الذين لجأوا سابقًا إلى رحلات غير مباشرة وبأسعار أرخص.
يوضح الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أن إطلاق شركة منخفضة التكلفة يمثل خطوة للحفاظ على موقع MEA في ظل احتكار جزئي للرحلات المباشرة. ويضيف: "يمكن للشركة الجديدة النجاح إذا كانت مستقلة ماليًا، مع اعتماد البيع بالدولار وإدارة صارمة للعائدات."
يواجه المغتربون اللبنانيون صعوبة في تحمل كلفة التذاكر المرتفعة. زياد فينو، منسّق مشاريع في HEC باريس، يقول: "كنت أزور لبنان مرتين سنويًا، لكن الآن بالكاد أتمكن من زيارة واحدة بسبب الأسعار المرتفعة." ويضيف روجر حدشيتي، مدير مشاريع في الرياض، أن رحلة ذهاب وإياب من الرياض إلى بيروت قد تتخطى 1000 دولار في موسم الذروة، ما دفعهم للبحث عن بدائل مكلفة عبر مطارات أخرى.
يؤكد عجاقة أن إطلاق LCC في لبنان يواجه تحديات كبيرة، منها التضخم الحاد والوضع الأمني المتقلب. ويشير إلى أن أي عدوان إسرائيلي قد يؤثر مباشرة أو غير مباشرة على المشروع، حتى مع عدم استهداف المطار.
يضيف كميل العوضي، نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في إفريقيا والشرق الأوسط، أن الانضمام للهيئة ليس إلزاميًا لكنه يمنح الشركة مزايا كبيرة، مثل تعزيز المصداقية والوصول إلى شبكة عالمية وخفض التكاليف التشغيلية.
تأتي الخطوة وسط منافسة قوية من شركات منخفضة التكلفة في المنطقة، مثل "ويز إير أبوظبي"، و"فلاي دبي"، و"سلم إير"، و"طيران الجزيرة"، التي تقدم خيارات اقتصادية للمسافرين، ما يفرض على MEA تطوير عروضها بأسعار منافسة.
تملك MEA تسع طائرات جديدة قيد الطلب، بينها A321XLR لفتح خطوط إفريقية. كما تواجه مطار بيروت ضغوطًا تفوق طاقته الاستيعابية، فيما تسعى MEA لإنشاء مبنى ثانٍ بتكلفة 400–500 مليون دولار عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص، لتسهيل العمليات الحديثة وتخفيف الضغط على المطار.
تظل رهانات MEA على ثقة المسافرين بالدولة ومرونة الأسعار، وسط تحديات اقتصادية وسياسية مستمرة، لتنجح في إطلاق شركة الطيران منخفضة التكلفة الجديدة.