تستعد وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية على حدّ سواء لمرحلة جديدة في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي مع اقتراب العقيد أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، من التقاعد والخروج من الخدمة العسكرية، وفق ما أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية.
أدرعي، الذي أصبح خلال العامين الأخيرين أحد أبرز الوجوه في الإعلام الحربي الإسرائيلي، عُرف بخطابه الموجّه إلى الجمهور العربي عبر مقاطع الفيديو والمنشورات اليومية، خصوصاً خلال الحربين على غزة ولبنان.
وكان يتولّى إصدار التحذيرات والإنذارات المسبقة قبل الغارات الجوية، ونشر خرائط للعمليات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، في إطار ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"الإعلام العملياتي" الموجّه للسكان المدنيين.
وخلال الحرب الأخيرة على لبنان، برز أدرعي كأداة رئيسية في ما يُعرف بـ"الحرب النفسية"، عبر تحذيراته المتكرّرة لأهالي الجنوب، التي غالباً ما تسبق الغارات الإسرائيلية أو ترافقها. واعتبر مراقبون لبنانيون أن خطابه كان جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى بث الرعب وتبرير القصف، أكثر من كونه "تحذيراً إنسانياً".
في المقابل، يرى محلّلون إسرائيليون أن أدرعي ساهم في تسويق صورة الجيش على أنه ملتزم بالقانون الدولي ويخطر المدنيين قبل تنفيذ الضربات، وهي الرواية التي روّجت لها تل أبيب بكثافة منذ حرب السابع من تشرين الأول 2023.
وتشير معلومات معاريف إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ البحث عن بديل لأدرعي لتولي ملف الإعلام باللغة العربية، مع منافسة ثلاثة ضباط يخضعون لاختبارات أداء أمام الكاميرا، في محاولة للحفاظ على مستوى الحضور الإعلامي ذاته.
ومن المتوقع أن يفتح خروج أدرعي مرحلة جديدة في المواجهة الإعلامية بين إسرائيل والجمهور العربي، خصوصاً في لبنان، حيث ترك أسلوبه الموجّه بصماته على الرأي العام خلال سنوات المواجهة الأخيرة.
