جان ماري توما-
انشغل الإعلام الإقليمي بعنوان: سلسلة غارات إسرائيليّة استهدفت القصر الجمهوري السوري ووزارة الدفاع!
ولكن بعد أن "راحت السكرة وإجت الفكرة"، لننتبه لبعض التفاصيل الكبيرة ونطرح الأسئلة التالية: كيف لم يسفر عن هذه الضربات الكبيرة التي صعقت المقار الرسميّة ومواقع حيويّة في دمشق، في عزّ النهار ، إلّا ثلاث قتلى؟ وكيف لم يسقط أي عسكري في هذه المقار الرسميّة العسكريّة؟
بالـتأكيد، الحمد الله، أنّه لم تسفر هذه الضربات عن مجازر، ونحن لا نتمنّى المكروه.
ولكن السؤال يُطرح: هل اتّفق الإسرائيليّون مسبقًا مع رئيس الفترة الإنتقاليّة في سوريا، أحمد الشرع، على الضربات، لكي يتم إخلاء المراكز؟ هل السيناريو الذي رأيناه هو "ليس دفاعًا عن الدروز" بل win win situation (وضع مربح للطرفين)؟
لحظة تأمّل
أحمد الشرع يريد دولة إسلاميّة رادكاليّة، و الإسرائيلي عينه على الأراضي "المفتاح": سويداء، درعا والساحل السوري. وهذه المواقع هي بوابة الشرق الأوسط الجديد، والسيطرة عليها تعني خطوة كبيرة نحو الخريطة الجديدة.
أن يتخلّص الشرع من الأقليّات الدرزيّة، العلويّة والمسيحيّة نقطة إيجابيّة تسرّع إقامة دولته الإسلاميّة، فما المانع من بيع هذه الأقليّة لإسرائيل التي ترفع راية "حماية الأقليات" كواجهة تخبّئ وراءها النوايا الحقيقية؟
لماذا إسرائيل تهتمّ أولّا بهذه الأراضي السوريّة؟
درعا
-قريبة من الجولان السوري المحتل.
-قريبة من الحدود الأردنيّة، ما يجعلها نقطة تقاطع حدوديّة بين سوريا والأردن وإسرائيل.
-مفتاحًا أمنيًا بسبب إمكانية تسلّل قوات أو تهريب أسلحة عبرها.
السويداء
جزء من العمق الجغرافي السوري الجنوبي وتعتبر حدوديّة واستراتجيّة لإسرائيل.
اللاذقيّة-طرطوس
الساحل السوري يطل على شرق المتوسط، أي في محيط إسرائيل الجوي والبحري.
هو أيضًا قريب من لبنان، ما يجعله جزءًا من محور (دمشق – بيروت – طهران) الذي تخشاه إسرائيل.
إذًاـ المصالح المشتركة بين الشّرع وإسرائيل كثيرة، ولكن اعتدنا على السيناريوهات المركّبة التي تهدف إلى إيهام الشعوب العربيّة.
مع العلم أنّ الشرع ممكن ان يكون أداة مع صلاحيّة انتهاء.
-مقال رأي-
