
-باسل الدنف
دائماً ما تسعى الولايات المتحدة الأميركية بضم أكثر عدد ممكن من دول الشرق الأوسط إلى "إتفاقيات أبراهام"، حيث نجحت في وقت سابق من ضم أفغانستان إلى السلسلة، بالإضافة إلى المؤشرات التي تقول بأن "سوريا" ليست بعيدة خصوصاً بعد المفاوضات المباشرة التي يقوم بها رئيس المرحلة الإنتقالية أحمد الشرع مع الجانب الإسرائيلي في أميركا.
بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، قالت بعض الأطراف السياسية إن "الوصاية الإيرانية" انتهت وشعار "شعب جيش مقاومة" أصبح من الماضي، والمستقبل يتطلب منا الذهاب إلى خيارات أخرى، أبرزها "السلام مع إسرائيل" وهذا الحوار هو حوار وطني جاد، فعندما نسمع رئيس الجمهورية جوزاف عون يقول بأن التفاوض لا يكون مع الحليف بل مع العدو، واستعداد رئيس الحكومة نواف سلام دائماً إلى دعم مبدأ السلام مع إسرائيل إلى جانب حديثه الدائم عن فعالية صخرة الروشة، فهذه المؤشرات تبني عليها أميركا وإسرائيل خيراً للأيام القادمة.
تعتبر الولايات المتحدة أن سبب تأخير ضم لبنان إلى اتفاقية أبراهام هو سلاح حزب الله الذي لا يزال يشكل خطرًا على حليفتها "إسرائيل" حيث تعتبر أميركا أن الحزب وحلفائه لا يزالون يمتلكون قوة عسكرية تؤثر على السياسة التي تعتمدها في الشرق الأوسط، لذلك في حال ضعف حزب الله في لبنان أكثر وأكثر، سيكون نزع السلاح هو الشرط الأوحد مقابل السلام.
في كل جَمعة، في كل مقهى، في كل مقابلة تلفزيونية وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، هناك سؤال واحد يطرح، "في حرب؟" ويأتي الجواب من عدة مناظرات وكلها تقول بأن الحرب آتية لا محالة. من الجانب الإسرائيلي، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنّ "اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعلياً حبراً على ورق".
من جانبها، حذّرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إسرائيل "قد تشن عملية عسكرية ضد لبنان" وفي حال عدم إحراز تقدّم في ملف السلاح، فإن لبنان سيدفع ثمناً باهظاً وذلك خلال فقدان المساعدات الأميركية للقوات المسلحة والدعم الاقتصادي، وربما تخلي الولايات المتحدة عن ضبط تحركات إسرائيل في الملف الأمني، أي تعطي الضوء الأخضر لتتحرّك بما يناسب أمنها وتطلعاتها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن "مسؤول عسكري كبير" أن "الجيش مستعد لأيام من القتال في لبنان. إنها مسألة وقت". فيما يبدو أن هناك اهتماماً إسرائيلياً بتعزيز هذه السردية، خصوصاً أن عاماً كاملاً من الهجمات بعد توقف الحرب، لم ينجح في نزع سلاح حزب الله أو تفكيكه.
ولكن عندما نتحدث عن السلام، هل نتحدث عن سلام مطلق أم مشروط؟ الجواب يأتي من إسرائيل قبل أن يُطرح: خرائط استيطان، مناطق عازلة، وخرق اتفاقيات الغاز.
أي قوة في الشرق الأوسط ممنوعة من مقاومة إسرائيل أو الدفاع عن أرضها وشعبها، ويُهدد أي محاولة لتجريد الحزب من سلاحه بالقوة.
وفي لبنان، خيار تسليم السلاح ليس مطروحًا على جدول الحزب، كما أكد الأمين العام، الشيخ نعيم قاسم، في خطابه أمس: "لن ننسحب من الميدان وسندافع بكل ما أوتينا من قوّة".
المؤشرات الواضحة تدل على أن الحرب على لبنان تقترب أكثر مع كل يوم يمر، وأنه لا مهرب للبنان ولا لحزب الله من مواجهتها.