أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق تعمل مع الولايات المتحدة على بلورة تفاهمات أمنية مع إسرائيل تتعلق بجنوب سوريا، في إطار خريطة طريق خاصة بمحافظة السويداء، وُضعت بدعم من واشنطن وعمّان.
وذكرت الوزارة في بيان أن الخطة تنص على أن تقوم الولايات المتحدة، بالتشاور مع الحكومة السورية، بالعمل على صياغة تفاهمات أمنية مع إسرائيل تراعي ما وصفته بـ"الشواغل الأمنية المشروعة للطرفين"، مع التشديد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها. واعتبرت أن الخريطة "بناءة وعملية"، وتهدف إلى تجاوز الأزمة عبر خطوات مرحلية تشمل سحب المقاتلين المدنيين من حدود السويداء، ونشر قوات منضبطة بدلاً منهم، إلى جانب تشكيل شرطة محلية ومجلس محافظة يضمان جميع المكونات، بما يرسخ المصالحة الوطنية.
وخلال مؤتمر صحافي في دمشق، كشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن تفاصيل الاتفاق، بحضور نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك. وأكد الشيباني أن الحكومة عازمة على إعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري، محاسبة مرتكبي الانتهاكات، وإعادة الخدمات إلى السويداء، مع إطلاق مسار وطني يضمن عودة النازحين والحفاظ على وحدة البلاد.
من جانبه، شدّد المبعوث الأميركي على التزام واشنطن بـ"رعاية ودعم ومساعدة" الحكومة السورية، واصفاً الخطوة بأنها "تاريخية". فيما ثمّن وزير الخارجية الأردني الدور الأميركي، موجهاً انتقادات حادة إلى إسرائيل، قائلاً إنها "الجهة الوحيدة التي تسعى إلى تقسيم سوريا".
ويُنظر إلى خريطة الطريق هذه على أنها محاولة جديدة لرسم ملامح استقرار هش في الجنوب السوري، وسط تعقيدات داخلية وإقليمية، واحتمالات مفتوحة على أكثر من سيناريو.
