logo
logo
logo

الأخبار

رحيل كبير شعراء الزجل اللبناني طليع حمدان

رحيل كبير شعراء الزجل اللبناني طليع حمدان

 في خبرٍ أحزن الأوساط الأدبية والفنية اللبنانية، غيّب الموت اليوم بتاريخ 25 تشرين الأول،  كبير شعراء الزجل اللبناني طليع حمدان، أحد أبرز أعمدة هذا الفن الشعبي الذي شكّل جزءاً من الهوية الثقافية اللبنانية.

 

وُلد طليع نجيب حمدان عام 1944 في بلدة عين عنوب في قضاء الشوف، ونشأ في بيئة جبلية احتفت بالكلمة والقصيدة الشعبية. منذ صغره، كان يرافق المجالس الزجلية ويستمع إلى الشعراء الشعبيين، فتفتّحت موهبته مبكراً، ليصبح لاحقاً أحد أهم الأصوات الزجلية في لبنان والعالم العربي.

 

مسيرته الفنية

بدأ حمدان مشواره في السبعينيات ضمن جوقة زغلول الدامور، قبل أن يؤسس فرقته الخاصة لاحقاً تحت اسم “جوقة الربيع”، التي ضمّت عدداً من كبار الشعراء والمنشدين الزجليين. تميّز بأسلوبه القوي وصوته الجبلي المعبّر، وبحضورٍ مسرحي أسر قلوب الجمهور في القرى والمدن على حد سواء.

 

تنوّعت موضوعاته بين الوطنية والعاطفية والاجتماعية، كما كتب قصائد مؤثرة عن المغتربين وتضحيات اللبنانيين، ولم تغب فلسطين والجنوب اللبناني عن كلماته التي حملت دائماً نَفَس المقاومة والعزة والكرامة.

 

مكانته في الزجل اللبناني

يُلقّب حمدان بـ “أمير المنبرين”، لما امتاز به من فصاحة وارتجال سريع وقدرة على محاورة كبار الزجالين في مناظرات ارتجالية لافتة.
ساهم في إحياء الزجل اللبناني في المهرجانات والسهرات الشعبية، وكان أحد من نقلوا هذا الفن من الإطار القروي إلى المنابر الإعلامية والمنصات الحديثة.

 

حاز خلال مسيرته وسام الأرز الوطني عام 2001 تقديراً لعطاءاته الفنية والشعرية، كما كرّمته مؤسسات ثقافية لبنانية وعربية عديدة على إسهاماته في الحفاظ على التراث الشعبي.

 

إرثٌ خالد

برحيل طليع حمدان، يخسر لبنان ركناً من أركان الشعر الشعبي والزجل، وصوتاً كان يختصر وجع الناس وكرامتهم بكلماتٍ صادقةٍ وملحونةٍ باللهجة اللبنانية الأصيلة.
سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الفن اللبناني، وشعره يتردّد في المجالس التي أحبها وأحبته، شاهداً على زمنٍ كانت فيه الكلمة ميزان العزّ والكرامة.

 

سلامٌ على طليع حمدان، كبير الزجّالين اللبنانيين، الذي رحل تاركاً وراءه إرثاً من الصوت والقصيدة، لا يُنسى.a