logo
logo
logo

صحة

رسائل خفية من جسدك خلف التعب اليومي

رسائل خفية من جسدك خلف التعب اليومي

في زمن تتسارع فيه الضغوط وتتشابك المسؤوليات، لم يعد التعب النفسي مجرّد حالة عابرة أو مزاج سيئ، بل أصبح مرضًا صامتًا يتسلّل إلى الجسد قبل أن يُعلن نفسه في العقل. فكثيرون يعانون آلامًا متكرّرة في الرأس أو المعدة، اضطرابات في النوم، فقدانًا للحماس أو صعوبة في التركيز، من دون أن يدركوا أنّ السبب الحقيقي يكمن في الإرهاق النفسي.

 

هذا النوع من التعب يشكّل انعكاسًا مباشرًا للحياة العصرية المليئة بالتوتر والقلق، حيث تتحوّل الضغوط اليومية إلى عبء ثقيل يستهلك طاقة الإنسان الداخلية. والخطر الأكبر أنّ تجاهل هذه الإشارات قد يقود إلى عزلة أو اكتئاب أو حتى أمراض جسدية مزمنة.

 

الثقافة الصحية اليوم تفرض علينا أن نتعامل مع النفس كما نتعامل مع الجسد: نمنحها وقتًا للراحة، نمارس الرياضة لتفريغ الطاقة السلبية، نلجأ إلى الفنون أو القراءة أو التأمل كمساحات للتهدئة، ونحافظ على دوائر دعم اجتماعي قادرة على التخفيف من ثقل الأيام.

 

فالإرهاق النفسي ليس قدَرًا، بل حالة يمكن كسرها إذا امتلكنا الوعي والجرأة للاعتراف بها. وبين ثقافة الجسد وثقافة الروح، يكمن الطريق إلى توازن يعيد للإنسان سلامه الداخلي.