logo
logo
logo

منوعات

قصة "قرية الأشباح" اللّبنانيّة.. أين اختفى أهلها؟

قصة "قرية الأشباح" اللّبنانيّة.. أين اختفى أهلها؟

تقع بجرّين، في حضن جبيل- المتن بين الغابات والجبال، وما تبقّى منها اليوم مجرد حجارة صمّاء تروي مأساة شعب اختفى. بجرّين كانت يوماً قرية صغيرة يعمل أهلها في زراعة الحبوب، التبغ، وصناعة الحرير من تفرعات شجر المور حياة بسيطة، ومجتمع يدين بكنيسة صغيرة مكرّسة لكنيسة مار الياس.

 

لكن بين سنوات 1914 و1918، مع بداية الحرب العالميّة الأولى، وقعت مأساة كبرى: الحصار العثماني، الجوع، انتشار الجراد المدمّر، وتفشّي الأمراض ما دمّر اقتصاديّة القرية ومعيشتها.

 

في خريف 1915، وبعد أن أنهكهم الجوع والخوف، اجتمع سكّان بجرّين أمام كنيسة مار الياس، وقرّروا الرحيل تركوا بيوتهم مغلقة على أمل النجاة في الغربة، وتحوّل قرارهم إلى مأساة، فبحسب الروايات الشعبيّة، ركبوا قارباً على أمل الوصول إلى أميركا لكنّ القارب غرِق، ومات الجميع.

 

بجرين 2.png

 

منذ ذلك اليوم لم يعد أي منهم، ولم يُفتح أي باب أو نافذة ولم يُظهر أحد مفتاحاً للمنازل المهجورة. وأصبحت بجرّين "قرية الأشباح" حرفيّاً، اليوم، الزائر إذا مشى نحو بقايا بجرّين، سيرى بيوتاً بلا أسقف، نوافذ وأبواب مبتورة، آبار مياه جفّت، وأوْاني فخارية مكسورة.

 

حتى الطريق المعبّد الذي يوصل إليها اختفى: الوصول إليها يتطلّب السير عبر ممرّات ترابيّة بين الحقول. ولم تُكتب نهاية رسميّة تفسّر مصير أهل بجرّين بدقّة: بين من يقول إنّهم غرقوا في البحر، ومن يحكي أنهم وصلوا فعلاً إلى المهجر حتّى اليوم لا وثيقة جدّية تؤكّد أو تنفي.

 

بجرين.png