- كتب أحمد نصرالله -
بعكس كل التوقعات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موافقة كل من إيران وإسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد معركة استمرت 12 يومًا. وفيما يلي أبرز الاستنتاجات العسكرية وغير العسكرية التي يمكن استخلاصها:
1. قوة الترسانة الصاروخية الإيرانية
أثبتت إيران امتلاكها لترسانة صواريخ باليستية متطورة قادرة على اختراق أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم، رغم المسافات البعيدة. كما أظهرت هذه الصواريخ قدرتها التدميرية الكبيرة، وقد تضاهي في بعض الأحيان، الصواريخ التي استخدمتها إسرائيل.
2. فعالية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحدودها
لا يمكن وصف الدفاعات الجوية الإسرائيلية بالضعيفة، إذ تمكّنت من اعتراض أكثر من 70% من الصواريخ التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية. لكن في المقابل، تبيّن أن هذه المنظومة لا توفر حماية كاملة، وأن الاعتماد الكلي عليها غير كافٍ. فلو لم تكن موجودة، لكانت الخسائر مضاعفة، وربما انتهت الحرب خلال أيام معدودة بعد سقوط عشرات الصواريخ دفعة واحدة.
3. تفوّق استخباراتي إسرائيلي مقابل هشاشة في محور المقاومة
أظهرت إسرائيل تفوقًا استخباراتيًا واضحًا، مقابل ضعف لافت في قدرة دول محور المقاومة على حماية قياداتها ومواقعها. فرغم الاغتيالات المتكررة وتدمير مستودعات السلاح في لبنان سابقًا، لم تتخذ إيران إجراءات فعّالة للحد من الخرق الاستخباراتي. وجاءت الضربة الاستباقية لتؤكد ذلك، إذ استهدفت مواقع حساسة وأدت إلى اغتيال عشرات القادة في مراكز متقدّمة، رغم التحذيرات والتوقعات المعلنة مسبقًا.
4. قدرة عالية على التعتيم الإعلامي لدى الطرفين
رغم التفوّق التكنولوجي الإسرائيلي، أظهر الجانبان قدرة فعالة على التعتيم الإعلامي. فإسرائيل فرضت رقابة عسكرية صارمة على المعلومات المتعلقة بالأهداف الحساسة التي استهدفتها إيران، فيما تمكنت طهران من السيطرة على تداول الصور والمعلومات الخاصة بنتائج الضربات، خاصة تلك المتعلقة بالمنشآت النووية التي أصبحت محور حديث الإعلام الأميركي.
5. عجز إسرائيل عن خوض حرب طويلة الأمد
مع تحوّل المعركة إلى حرب استنزاف، بدا واضحًا أن إسرائيل تعاني داخليًا من ضغط شديد نتيجة الضربات الصاروخية المتكررة، خاصة في العمق. مشاهد الدمار في المدن الكبرى طرحت تساؤلات جدّية حول قدرة إسرائيل على الاستمرار، ما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل بضربة حاسمة لخلق مخرج يحفظ التوازن ويوفّر لإسرائيل غطاءً للانسحاب من التصعيد.
6. صعوبة تحقيق الحسم العسكري من كلا الطرفين
رغم نجاح إسرائيل في إصابة عدد كبير من الأهداف داخل إيران، فإن الوصول إلى حسم عسكري نهائي يبدو مستحيلاً. فامتلاك إيران لترسانة صاروخية ضخمة، إضافة إلى اتساع رقعتها الجغرافية، يجعل من العسير على أي قوة القضاء على قدرتها في الرد. في المقابل، لا يمكن لإيران إيلام إسرائيل إلى حد إجبارها على الاستسلام، إذ لا تزال تل أبيب قادرة على تنفيذ غارات واسعة النطاق داخل العمق الإيراني.
7. غموض يلفّ مصير الطائرات الحربية الإسرائيلية
أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن إسقاط ما لا يقل عن أربع طائرات إسرائيلية، وزعمت وكالة "تسنيم" أسر طيار إسرائيلي بعد نجاته من طائرته. ومع غياب التأكيد الرسمي، تبقى الاحتمالات مفتوحة: قد تكون الأخبار غير صحيحة، أو ربما تمكنت إسرائيل من إنقاذ طياريها بسرية، أو أن إيران قد تفاجئ الجميع بنشر أدلة مصورة لاستخدامها في صفقات تبادل أسرى مستقبلية.
8. تغيّر في الرأي العام العالمي تجاه إيران
بعد أن بادرت إسرائيل بإطلاق الضربة الأولى، إلى جانب ممارساتها في غزة خلال الأيام السابقة للحرب، حصلت إيران على موجة دعم إعلامي واسع. تجلّى ذلك في مواقف شعوب عربية عديدة مثل مصر، الجزائر، المغرب، تونس، وقطر، فضلاً عن تفاعل ملحوظ على منصات التواصل. ويُلاحظ استثناء سوريا من هذه الموجة بظل حكم الشرع الداعم للأميركييين وبسبب الوجود الإيراني في سوريا في السنوات الأخيرة.
9. استياء داخلي في الولايات المتحدة من أداء ترامب
يتصاعد الغضب داخل الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية من قرار الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربة لإيران. فالرجل الذي وعد بإنهاء الحروب، فشل في تحقيق تسوية في أوكرانيا وروسيا، وفشل في وقف التصعيد في غزة، وها هو اليوم يفتعل حربًا كادت أن تتطور إلى صراع إقليمي شامل في الشرق الأوسط، مما أثار انتقادات واسعة في الداخل الأميركي، خصوصًا بين أعضاء الكونغرس ووسائل الإعلام.
10. غموض يلف مصير المنشآت النووية الإيرانية
لا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا تم فعلاً تدمير البرنامج النووي الإيراني. ففي حين تؤكد بعض وسائل الإعلام عالميّة مثل سي أن أن ونيويورك تايمز، أنّ الضربات لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، يصرّ الرئيس ترامب على أن المشروع قد تم تدميره بالكامل. الحقيقة ستتضح على الأرجح خلال جولات التفاوض المقبلة، وعند وضع الشروط التي ستُفرض على إيران بشأن نشاطها النووي.
المصدر: مقال رأي
