
كشف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، تفاصيل جديدة حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة في طهران، مؤكّدًا أن الاغتيال تمّ بصاروخ موجَّه بدقّة أُطلق من مسافة محددة وأصاب نافذة الغرفة التي كان يتحدّث منها عبر الهاتف.
وقال نائيني في تصريحاته إن التحقيقات الأولية أثبتت أن الحادث لم يكن نتيجة عمل تخريبي داخلي، بل هجوم صاروخي مباشر "استهدف الشهيد هنيّة أثناء مكالمته الهاتفيّة، من الجهة نفسها التي جاء منها الصاروخ".
وأضاف أن مجلس الأمن القومي الإيراني عقد اجتماعًا طارئًا عقب الاغتيال، خلص إلى أن الردّ على هذه الجريمة "أمر حتمي"، على أن يُترك تحديد التوقيت والآليّة للقوّات المسلحة. وأوضح أن هذا القرار جاء بعد مراجعة "التحديات التي واجهت عملية وعد صادق 1"، مشيرًا إلى أنّ "فريق الشهيد حاجي زاده أنجز في شهرين ما يعادل سنة عمل كاملة" من التطوير الصاروخي والتقني استعدادًا لعملية "وعد صادق 2".
وأكد المتحدّث أنّ الحكومة الإيرانيّة لم تُبدِ أي معارضة للعمليّتين، موضحًا أنّ الخلاف الوحيد كان حول مكان انطلاق الردّ، إذ رأى البعض أنه يجب أن يأتي من إحدى مناطق محور المقاومة، قبل أن يُتّخذ "قرار موحّد" بشأن التنفيذ.
وكشف نائيني أن مقرّ "خاتم الأنبياء" كان قد خلص في فبراير الماضي إلى أن الحرب باتت حتمية، ولذلك تم تنفيذ سلسلة مناورات "الاقتدار" لرفع الجهوزية وتعزيز الردع، إلا أن "العدو ظنّ أن إيران ضعفت ولم تعد تمتلك قدرة الردّ".
وأوضح أن الاستعداد القتالي كان كاملاً قبل اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن زيارة القائد الشهيد اللواء سلامي إلى بندر عباس قبل يوم واحد من استشهاده كانت لتهيئة القوات للحرب. وأضاف أن استهداف القادة لم يكن مفاجئًا، إذ إن الشهيدين سلامي وحاجي زاده استُهدفا في مقري عملهما، ما يعني أن العدو تعمّد ضرب رأس القيادة في الموجة الأولى.
وبحسب نائيني، فقد بدأ الردّ الإيراني بالطائرات المسيّرة فجرًا، تبعها إطلاق صواريخ مساء اليوم نفسه، تحت إشراف مباشر من القيادة العليا. وقال إن ردة فعل الشعب الإيراني بعد الاغتيال كانت "مهيبة"، إذ تحوّلت صلاة الجمعة ومراسم عيد الغدير إلى تظاهرة وطنية أحبطت محاولة العدو لزرع الخوف والانقسام.
وأشار إلى أن الحرس الثوري أطلق صاروخًا واحدًا في اليوم الثامن من الحرب كرسالة رمزية إلى إسرائيل، مفادها أنها "عاجزة حتى عن اعتراض صاروخ واحد"، وأن إيران نفذت بعدها 22 موجة عمليات أجبرت الإسرائيليين على المكوث في الملاجئ مرارًا.
وأكد أن إيران أسقطت 80 طائرة مسيّرة متقدمة خلال حرب الأيام الاثني عشر، وتصدّت للهجمات السيبرانية والطائرات الصغيرة بالأسلحة الخفيفة. كما أعلن عن إطلاق 14 صاروخًا نحو قاعدة العديد الأميركية، أصاب منها 6 أهدافها بدقّة عالية.
واختتم نائيني تصريحه بالتأكيد أن إيران لن تسكت على اغتيال هنية والقادة العسكريين، وأن ما جرى لن يمرّ من دون ردّ، مشددًا على أن الحرب الأخيرة "انتهت بانتصار إيراني كامل، وتحوّل استراتيجي في موازين الردع".